لقوس قزح وأنه يتكون نتيجة انكسارين وانعكاس واحد لأشعة الشمس من قطرات الماء .. ولجان بوريدان مؤلف رائع في الطبيعة النظرية ومما يؤسف له أنه اشتهر بفضل حماره فحسب ولعله لم يكن صاحبه (١). وقد ولد بورديان قرب آراس قبل عام ١٣٠٠ وتلقى علومه ثم درس في جامعة باريس. وهو لم يعلل دوران الأرض اليومي حول الشمس فحسب بل إنه أسقط من علم الفلك المعارف الملائكية التي نسب إليها أرسطو وأوكونياس مسار الأجرام السماوية وحركاتها وقال بورديان:"لا حاجة بنا بعد اليوم إلى تفسير حركاتها أكثر من أنها بدأت تتحرك أصلاً بإذن الله وبقانون قوة الدفع- أن أي جسم يتحرك يستمر في الحركة ما لم تمنعه قوة موجودة". وهنا كان لبورديان فضل السبق على جاليلو وديكارت ونيوتن. واستطرد قائلاً إن حركة النجوم تحكمها نفس القوانين الآلية التي تتحكم في الأرض. وهذه الآراء التي تعد الآن رثة بالية كان لها أثر عظيم في هدم آراء الناس في العصور الوسطى. وهي تكاد تؤرخ لبداية الطبيعة الفلكية.
ونقل تلاميذ بوريدان آراءه إلى ألمانيا وإيطاليا وتأثر بها ليوراند وكوبرنيكوس وبرنو وجاليلو ثم حملها ألبرت أمير ساكسونيا إلى الجامعة التي أنشأها في فيينا عام ١٣٦٤ ونقلها مارسيليوس فون انجهن إلى الجامعة التي أسسها في هيدلبرج عام ١٣٨٦ وكان ألبرت أول من نبذ رأي أرسطو القائل أن الفراغ مستحيل، وطور فكرة وجود مركز الجاذبية في
(١) لا توجد حكاية "حمار بوريدان" في أعماله الباقية ومع ذلك فهي رواية مأثورة عن عصر خليق بالاحترام، ولعلها وردت في إحدى محاضراته. وقد أثبت جان أن الإرادة عندما تواجه الاختيار بين أمرين تجد لزاماً عليها أن تختار ما يرى العقل أنه أكثر نفعاً. وعلى ذلك انتهى أحد الأذكياء إلى القول إنه لو وضع حمار جائع على بعدين متساويين من حزمتين من العلف، شهيتين ومتساويتين فإنه لن يجد سبباً يدعوه إلى تفضيل إحداهما على الأخرى، وإذا لم يكن هناك طعام آخر فإنه قد يهلك جوعاً.