الجامع في فن الجراحة" أكمل بحث في الجراحة وأكثر تنسيقا وأغزر مادة من الرسائل التي ألفت قبل القرن السادس عشر.
وواكبت الصحة الجماعية والفردية بصعوبة تقدم الطب فلم تكن النظافة الشخصية شيئاً مقدساً بل إن ملك إنجلترا كان لا يستحم إلا مرة واحدة كل أسبوع وكان يغفل الاستحمام أحيانا … وكان الألمان يستخدمون حمامات عامة- أحواضاً واسعة يقف فيها المستحمون أو يجلسون عراة الأجسام وأحيانا فيها الجنسان معا. وكان في أولم وحدها ١٦٨ حماماً عام ١٤٨٩ وفي كل أنحاء أوربا- دون استثناء للطبقة الأرستقراطية دائماً- كانت نفس القطعة من الملابس ترتدى شهورا أو سنوات أو أجيالاً.
وكان في كثير من مدن ما يكفيها من الماء ولكنه كان لا يصل إلا إلى بضع منازل وكان معظم الأسر أن يجلبوا الماء من أقرب نافورة أو بئر أو ينبوع. وظل هواء لندن ملوثا برائحة الماشية المذبوحة إلى أن حرمت المذبحة عام ١٣٧١ وكانت المراحيض تنغص حياة الناس السهلة في الريف. ولم يكن في منازل لندن إلا مرحاض واحد لكل السكان وخلا كثير من أي مرحاض وكانت ما فيها من براز في الأفنية أو الطرقات. وكانت آلاف الفضلات تلقى في نهر التيمز صدر عام ١٣٥٧ قانون يحرم ذلك وإن استمر الحال على ما هو عليه وفي سنة ١٣٨٨ أقر البرلمان أول قانون للصحة العامة يسري في جميع أنحاء إنجلترا وقد دفعه إلى هذا انتشار الوباء أكثر من مرة "نظراً لأن كثيراً من الغائط والنفايات القذرة والأمعاء والذبائح والمواد الأخرى تلقى وتوضع في الحفر والأنهار والمياه الأخرى … ونظراً لأن الهواء يتلوث ويفسد إلى حد كبير فتنتشر كل يوم أمراض كثيرة وأسقام أخرى لا تطاق بين السكان وبين الآخرين ممن يترددون أو يسافرون إلى هناك فقد تم الإنفاق والرضى على نشر