هذا الإعلان- في أنحاء إنجلترا … إ جميع من يلقون ويضعون مثل هذه الأشياء المقلقة للراحة سيجبرون على إزالتها تماماً … وإلا تعرضوا لعقوبة الغرامة من مولانا الملك".
وقد صدرت قوانين مماثلة في فرنسا في مثل هذا الوقت وفي سنة ١٣٨٣ أمرت السلطات في مارسيليا، مقتفية أثر سلطات راجوزا (١٣٧٧) بعزل الأشخاص المصابين بالوباء لمدة أربعين يوماً- بالحجر الصحي. واستمرت الأوبئة في انتشار- الحمى الدخنية في إنجلترا (١٤٨٦ - ١٥٠٨) ومرض الخناق والجدري في ألمانيا (١٤٩٢) - إلا أن العدوى بها قد تضاءلت وقلت الوفيات. وعلى الرغم من التهاون في الرعاية الصحية فإن المستشفيات كانت كثيرة نسبيا فقد كان في إنجلترا ٤٦٠ مستشفى عام ١٥٠٠ وكان في يورك وحدها ستة عشر مستشفى.
وتجاوز علاج المجانين شيئاً فشيئاً مرحلة احترام الخرافات والأوهام والقسوة الهمجية إلى مرحلة العلاج العلمي، فقد حدث عام ١٣٠٠ أن نشبت جثة فتاة ادعت أنها الشبح المقدس وأحرقت بأمر من رجال الدين، ولقيت فتاتان عبرتا عن إيمانهما بما ادعته، مصرعهما بالجلوس على الخوازيق وفي سنة ١٣٥٩ فوض كبير أساقفة طليطلة السلطات المدنية في إحراق إسباني حياً وكان قد ادعى أنه أخ ميكائيل كبير الملائكة وأنه يتردد على السماء والجحيم كل يوم.
وتحسنت الأمور في القرن الخامس عشر إذ أن راهباً يدعى جان جوفر، امتلأ قلبه عطفاً على المجانين الذين كانت الغوغاء تتابعهم في الشوارع بصفير الاستهزاء أنشأ مستشفى للمجانين (١٤٠٩) وحذت السلطات حذوه في مدن أخرى وتحولت مستشفى سانت ماري أوف بيت لحم التي أسست في لندن عام ١٢٤٧، إلى مستشفى للمجانين عام ١٤٩٢ وأصبحت