والتجريدات على أنها حقائق. إن الفكرة المجردة لا تقوم بوظيفتها إلا عندما تؤدي إلى بيانات معينة عن أشياء معينة.
ومن هذا المذهب الاسمي طرق أوكهام في تهور لا يبقى ولا يذر كل ميدان في الفلسفة واللاهوت. وأعلن أن كلا من الميتافيزيقيا والعلم تعميمات مقلقة لأن تجربتنا ليست إلا عن ذاتيات معينة في مساحة وزمن محصورين في نطاق ضيق ولذلك فإنه من الغرور أن نفترض على وجه الشمول والدوام صحة القضايا والقوانين الطبيعية التي نستمدها من هذا القطاع الصغير من الحقيقة فتصاغ معرفتنا وتحدد بوسائلنا وطرقنا في إدراك الأمور (وهذا هو رأي كانت قبل ظهور كانت) وهي تبقي حبيسة في سجن عقولنا ويجب ألا يدعي أنها الحقيقة الموضوعية أو النهائية عن أي شئ.
أما بالنسبة للروح فإنها تجريد أيضاً وهي لا تظهر أبداً في احساساتنا أو مدركاتنا سواء أكانت خارجية أم داخلية وكل ما ندركه هو الإرادة والذات (الأنا) التي تؤكد نفسها في كل فعل وكل فكرة. والعقل نفسه وكل مجد ينسب للذهن آلات للإرادة، والذهن ليس الإرادة التفكير تبحث عن غاياتها بالفكر"وهذا هو رأى شوبنهاور".
ويبدو أن الله نفسه لا يصمد أمام هذه الفلسفة الحادة. ولم يجد أوكهام (مثل كانت) أية قوة باقية في أي من المناظرات التي دارت لإثبات وجود الله. ورفض الأخذ برأي أرسطو القائل أن سلسلة الحركات أو العلل تجبرنا على أن نفترض الحركة الأولى أو العلة الأولى. ولم يَعِدْ غير مدرك ردة لا نهائية للحركات والأسباب أكثر من المحرك الثابت أو العلة التي لا سبب لها في لاهوت أرسطو، ونظراً لأنه لا يمكن أن يعرف شئ إلا بطريق الإدراك المباشر فإنه لن يتيسر لنا الحصول على معرفة واضحة بأن الله موجود.