الصليب. وعندما عرض عليهم كولمبس الذهب ابدوا له ما يدل على انه سيجد بعضه في نقطة بالداخل أطلقوا عليها اسم كوبانا كان-أي وسط كوبا- واعتقد أنهم يقصدون بهذا الخان العظيم أو خان الصين العظيم فأرسل أسبانيين معهما أوراق اعتماد دبلوماسية ليجدا هذا الحاكم المراوغ وعادا دون أن يلتقيا بالخان وإن كانا قد جاءا بقصة ممتعة عن الحفاوة التي استقبلا بها في كل مكان كما أنهما قدما أول تقرير للأوربيين عن التبغ الأمريكي فقد شاهدوا رجلا وامرأة من الأهالي يدخنان أعشاب التبغ وهي ملفوفة في سيجار أدخلاه في الأنف وغادر كولمبس كوبا وهو يشعر بخيبة الأمل (٤ ديسمبر) وأخذ معه عنوة خمسة من الشباب الوطنيين ليقوما بمهمة الترجمة وسبع نساء للترفيه عنهم وقد مات الجميع وهم الطريق إلى أسبانيا.
وفي غضون ذلك كان مارتين الونزوبينزون الربان الأول في أسطول كولمبس قد هجره وانطلق بسفينته لينقب عن الذهب لحسابه الخاص. وفي الخامس من ديسمبر وصل كولمبس إلى هايتي وهناك ظل أربعة أسابيع وهو يلاقي من الأهالي كل الترحيب وحفاوة. وعثر على بعض الذهب وشعر أنه غدا قاب قوسين أو أدنى من الخان ولكن سفينته المعقود لها لواء القيادة اصطدمت بسلسلة من الصخور وحطمتها الأمواج والصخور عشية يوم عيد الميلاد الذي كان قد فكر بالاحتفال به كأسعد يوم في حياته. ومن حسن الحظ أن السفينة نينيا كانت على مقربة منه فأنقذت البحار واقتحم الأهالي الطيبون أمواج البحر في قواربهم للمعاونة في إنقاذ معظم الشحنة قبل أن تغرق السفينة وواسى زعيمهم كولمبس فعرض عليه ضيافته وقدم له الذهب وأكد له أن هناك كمية وفيرة من هذا المعدن القاتل في هايتي. فحمد أمير البحر الله على الذهب وسامحه على تحطيمه لسفينته وكتب في يومياته أنه فرديناند وإيزابلا سيكون عندهما الآن من الأموال ما يكفي لغزو الأرض المقدسة. وتأثر بسلوك الأهالي الحسن فترك قسما من بحارته يتوطنون لارتياد الجزيرة