للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعرض النقش الهيكلي الضخم الذي يبلغ طوله ستة وثلاثين قدما والذي حفره وصوره لها في السنوات من ١٤٧٩ إلى ١٤٨١ وقد أسهمت دراسة المنظور في هذا الصور المرسومة على الخشب وفي تعليم الفن الألماني.

وأظهر مارتن شونجاور في تصويره حذق حفار مثقف وحس روجير فان دير فيدن المرهف. وقد ولد شونجاور عام ١٤٤٥ في أوجسبورج واستقر في كولمان وطور هناك مدرسة للحفر والتصوير لعبت دوراً عظيما في بلوغ الفنون إلى الأوج في عهد ديرر وهولبين.

وفي كل عام كانت المدن النامية في الجنوب تسلب زعامة الفن الألماني من كولونيا والشمال. وفي أوجسبورج، مركز التجارة مع إيطاليا، أدخل هانز بورجكماير في لوحاته لمسات زخرفية إيطالية ومزج هانز هولبين الأكبر الزخرف الإيطالي برصانة الطراز القوطي. وخلف هانز فنه لولديه أمبروز وهانز اللذين صورهما باعتزاز في لوحاته. ولم يلمع اسم أمبروز في التاريخ ولكن هانز الصغير أصبح أحد أمجاد ألمانيا وسويسرا وإنجلترا، وكان أعظم سلف لديرر هو ماتياس جوتهارت الذي أصبح معروفا للخلف باسم ماتياس جرونيفالد بسبب خطأ ارتكبه أحد الباحثين. وقد تعلم سحر المصور من شونجاور في كولمار وذلك في مجال الوراثة الاجتماعية القديمة جدا للفن. ثم أضاف إليها تعطشه للشهرة والوصول إلى الكمال وتدرب في أناة في غنت وشبييار وفرانكفورت واختار ستراسبورج موطنا له (١٤٧٩). ولعله رسم هناك أول رائعة له وهي صورة شخصية ثنائية لفيليب الثاني صاحب هانو - ليختنبرج وزوجته. والحق أن ديرر نفسه لا يستطيع أن يبزها لما يتجلى في هذه اللوحة من إدراك عميق وجمال في التنفيذ. وعاد جرونيفالد للتجوال من جديد وعمل بعض الوقت مع ديرر في بازل حيث رسم "صورة رجل" المعروضة الآن في نيويورك ثم قام