للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشجار وبقاياها وأن أنتزع الأشواك وأقلم نباتات الأسوار وأن أردم الحفر، فأنا خبير بالإحراج وأستطيع أن أقتحم فيها طريقاً وأن أهيّئ الامور، أما الأستاذ فيليب فإنه يسير في رفق وهدوء ويفلح الأرض ويزرع ويبذر ويسقي وهو مسرور كما حباه الله في سخاء" (٣٦).

وثمة أستاذ آخر في فيتنبرج لمع ببريق أشد من بريق ميلانكتون ذلك هو أندرياس بودينشتاين، المعروف من محل ميلاده باسم كارلشتادت، وقد انضم إلى هيئة التدريس بالجامعة وهو في الرابعة والعشرين من عمره (١٥٠٤) وفي الثلاثين عين أستاذاً لكرسي الفلسفة التومية واللاهوت. وفي اليوم الثالث عشر من ابريل عام ١٥١٧ سبق احتجاج لوثر التاريخي بنشر ١٥٢ مقالاً ضد صكوك الغفران. وكان في مبدأ الأمر معارضاً للوثر ولكنه سرعان ما تحول إلى نصير غيور حتى لقد قال عنه الثائر العظيم "إنه أشد تحمساً مني للأمر" (٣٧). وعندما تحدى إيك في كتابه Obelisci رسائل لوثر دافع عنها كارلشتادت في ٤٠٦ قضية منطقية واحدى هذه القضايا المنطقية تحتوي على أول بيان محدد بالألمانية عن الاصلاح الديني الألماني وعن سلطة الإنجيل العليا على مراسيم الكنيسة وتقاليدها. فرد إيك وتحداه أن يدخل معه في مناظرة علنية، فوافق كارلشتادت في الحال وقام لوثر بعمل التدابير اللازمة، ثم نشر إيك بياناً أورد فيه قائمة بثلاثة عشر مقالاً عرض أن يقيم عليها الدليل في المناظرة. وجاء في إحداها "نحن ننكر أن الكنيسة الرومانية لم تكن أعلى من الكنائس الأخرى قبل عهد سيلفستر وقد اعترفنا لشاغل كرسي بطرس بأنه خليفة المسيح ونائبه". ولكن لوثر وليس كارلشتادت هو الذي أثار في كتابه "قرارات" Resolutiones مسألة أن السلطة الرومانية في القرون الأولى من المسيحية لم يكن لها من السلطان ما يزيد على سلطان عدة أساقفة آخرين من أساقفة الكنيسة، وشعر لوثر بأن هذا التحدي موجه له وزعم أن مقال إيك قد حرره من عهده الذي قطعه على نفسه بالتزام السكوت وقرر أن ينظم إلى كارلشتادت في المبارة اللاهوتية.

وفي يوليه عام ١٥١٩ انطلق المحاربان إلى ليبتسيج يصحبهما ميلانكتون