وإذا كان هذا حقاً أود أن يكون هذا الكتاب جزءاً من الانكار الذي أقوم به".
وكان حرياً بمثل هذه السخرية أن تزيغ ميلتيتز عن حلمه بالمهادنة. ومع ذلك فإنه سعى مرة أخرى إلى لوثر (١١ أكتوبر سنة ١٥٢٠) وأقنعه بأن يرسل للبابا ليو خطاباً يتنصل فيه من أي قصد في مهاجمته شخصياً ويعرض القضية باعتدال للاصلاح وسوف يحاول ميلتيتز من جانبه أن يكفل له إلغاء النشرة، فما كان من لوثر البالغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً "والفلاح ابن الفلاح" كما كان يدعو نفسه مفاخراً، إلا أن كتب خطاباً لم يضمنه اعتذاراً بل نصيحة ابوية تقريباً إلى خليفة القدّيس بطرس وسليل آل مديتشي البالغ من العمر خمسة وأربعين عاماً. وأعرب عن احترامه للبابا كفرد ولكنه استنكر في غير هوادة فساد البابوية في الماضي والمحكمة البابوية في الحاضر: "إن ما تتمتع به من سمعة وشهرة في حياتك الطاهرة الذيل أمر معروف تماماً وأسمى من أن يكون مجالاً للهجوم … ولكن سدتك البابوية التي تسمى المحكمة الرومانية والتي لا يمكنك أنت أو أي انسان أن تنكر أنها أكثر فساداً مما كان عليه أهل بابل أو سدوم والتي بقدر ما أستطيع أن أرى، تتسم بخبث غوى لا أمل فيه قبيح الصيت - فهذه السدة أنا أزدريها … ولقد أصبحت الكنيسة الرومانية أكبر وكر داعر للصوص وأعظم المواخير التي يندى لها الجبين ومملكة الاثم والموت والجحيم … ولطالما ساءني يا صاحب المقام السامي ليو إنك تُنصَّب بابا في هذه العهود لأنك خليق بأيام خير منها …
"ولذلك أرجو" يا عزيزي ليو أن تستمع إلى تلك الأقوال المعسولة التي لا تجعلك بشراً سوياً وترفعك إلى مصاف أنصاف الآلهة لكي تأمر … بما تشاء فأنت خادم الاجراء وبعد كل الرجال الآخرين في مركز خطير يرثى له. فلا يخدعك هؤلاء الذين يدعون أنك سيد العالم … الذين