صورة واحدة … وأنا لا أستطيع أن أخرج إلى الطرقات خشية أن يرفع الألمان سيوفهم في وجهي ويصرون بأسنانهم غضباً عن رؤيتي وإني لأرجو من البابا أن يمنحني صك غفران كامل وأن يرعى إخوتي وأخواتي إذا أصابني مكروه" (٧٠).
وهبّت عاصفة من الكتيبات المناهضة للبابوية زادت من الإثارة وقال ألياندر في أسى أن عربة لا تسع كل هذه المقالات البذيئة. وأصدر هوتن، من قلعة سيكنجن في ابيرنبورج على بعد أميال قليلة من ورمس، نشرة تضمنت هجوماً محموماً ضد رجال الدين الألمان: "اذهبوا أيها الخنازير القذرة … ارحلوا عن الهيكل المقدس أيها التجار المبتذّلون ولا تلمسوا المذابح بايديكم الدنسة … كيف تجرءون على إنفاق المال المخصص لأغراض دينية في مظاهر الترف وفي التبذل والأبهة بينما الناس الشرفاء يتضورون جوعاً؟ لقد فاضت الكأس. ألا ترون أن نسمة الحرية قد بدأت تهب؟ " (٧١) وكان تعاطف الناس مع لوثر قوياً إلى حد أن كاهن الاعتراف عند الإمبراطور الراهب الفرنشكاني جان جلابيون اختلى بجورج سبالاتان راعي كنيسة فردريك في محاولة للتوفيق بين الطرفين. وأعرب عن عطفه الكبير على كتابات لوثر الأولى، ولكن "الأسر البابلي جعله يشعر كما لو كان قد جُلد بالسياط وضُرب بمقبض السيف من قمة رأسه إلى أخمص قدميه … " وأشار إلى أنه لا يمكن أن يقوم أساس سليم لعقيدة دينية تعتمد على الكتاب المقدس لأن "الانجيل يشبه شمعاً طرياً يستطيع كل انسان أن يفتله أو يمطه على هواه". وسلم بالحاجة الملحة إلى إصلاح كهنوتي. والحق أنه كان قد حذّر إمبراطوره التائب من أن "الله سوف يعاقبه هو وكل الأمراء إذا لم يحرروا الكنيسة من مثل هذه المساوئ التي تنطوي على الغرور". ووعد بأن شارل سوف ينجز الاصلاحات الكبرى خلال خمس سنوات. وحتى ذلك الوقت وبعد كل تلك الثورات اللوثرية المردعة كان يعتقد أن السلام ممكن إذا تراجع لوثر عما قاله (٧٢). ولكن لوثر ابى عندما أخطر بذلك في فيتنبرج ....