وفي الثالث من مارس قدم ألياندر إلى المجلس النيابي (الدايت) اقتراحاً بالادانة الفورية للوثر فاحتج المجلس بأن الراهب يجب ألا يدان دون سماع أقواله، وعلى ذلك وجه شارل دعوة إلى لوثر للحضور إلى ورمس ليؤدي الشهادة … عن تعاليمه وكتبه. وكتب له يقول:"لا حاجة بك إلى الخوف من التعرض لأي عنف أو ازعاج لأننا أعطيناك جواز الأمان"(٧٣). وتوسل أصدقاء لوثر إليه ألا يذهب وذكروه بجواز الأمان الذي كان الإمبراطور سيجسموند قد أعطاه لهس وأرسل أدريان الأوترختي، وكان وقتذاك كاردينالاً لتورتوزا، ثم نصب بابا بعد قليل، التماساً إلى الإمبراطور تلميذه السابق طلب فيه أن يتجاهل جواز الأمان وأن يقبض على لوثر ويرسله إلى روما، وفي اليوم التالي من أبريل غادر لوثر مدينة فيتنبرج، وعندما وصل إلى أرفورت حياه حشد كبير من بينهم أربعون أستاذاً من الجامعة باعتباره بطلاً. وعندما اقترب من ورمس سارع سبالاتان وأرسل له تحذيراً ألا يدخل المدينة وأن يقفل راجعاً على جناح السرعة إلى فيتنبرج. فردّ عليه لوثر بقوله:"على الرغم من أن في ورمس كثيراً من الشياطين بقدر عدد طوب القرميد على الأسطح فسوف أذهب إلى هناك"(٧٤). وانطلقت عصبة من الفرسان إلى لقائه ومرافقته إلى المدينة (١٦ أبريل). وانتشر نبأ وصوله في الطرقات فتجمع ٢٠٠٠ حول عربته، وقال ألياندر "يخيل إلي أن العالم بأسره أقبل لرؤيته بل وحتى شارل حجب في الظلال".
وفي يوم ١٧ ابريل مثل لوثر في رداء الرهبان أمام المجلس النيابي (الدايت) الإمبراطور وستة أمراء مختارون محكمة رهيبة من الأمراء والنبلاء والبطاركة وأوساط الناس وجيوم إلياندر مسلحاً بسلطة بابوية ووثائق رسمية وفصاحة قضائية ورصّت على منضدة قريبة من لوثر مجموعة من الكتب. وتصدى جوهان إيك - ولم يكن صاحب مناظرة ليبتسيج بل موظفاً عند كبير أساقفة ترير - وسأله هل هذه الكتب من تأليفه وهل هو