على استعداد لإنكار كل هذه الهرطقة التي تضمنها؟ ومرّت لحظة على لوثر وهو واقف أمام هذا الجمع الذي يمثل هيئة الإمبراطوريّة والسلطة النيابية وجلال الكنيسة، فخانته شجاعته وأجاب بصوت خافت حي أن الكتب من تأليفه وأما بالنسبة للسؤال الثاني فإنه التمس منحه مهلة للتفكير فأمهله شارل يوماً. وعندما عاد إلى مسكنه تلقى رسالة من هوتن يناشده فيها الثبات في موقفه، وأقبل كثير من أعضاء المجلس النيابي لزيارته زيارة خاصة لتشجيعه ويبدو أن الكثيرين كانوا يحسون بأن جوابه النهائي سوف يكون نقطة تحول في التاريخ.
وفي يوم ١٨ أبريل واجه المجلس النيابي بثقة كاملة، وكانت قاعة المجلس تموج بالحاضرين إلى حد أن الامراء المختارين وجدوا صعوبة بالغة في الوصول إلى مقاعدهم ووقف معظم الحضور. وسأله إيك عما إذا كان على استعداد لإنكار المؤلفات التي كان قد كتبها كلياً أو جزئياً، فأجاب بأن تلك الأجزاء التي تناولت المفاسد الكهنوتية صحيحة بإجماع الآراء فقاطعه الإمبراطور بصوت جهوري دوى في القاعة "لا". ولكن لوثر استأنف حديثه وهاجم شارل نفسه فقال:"إذا أنكرت ما قلت في هذا الوقت فإني أفتح الباب لمزيد من الطغيان والزندقة وسوف يصبح هذا كله أسوأ ما يكون إذا ظهر أني فعلت هذا بناء على طلب الإمبراطوريّة الرومانية المقدسة". أما بالنسبة للفقرات العقائدية في كتبه فقد وافق على أن يسحب أي فقرة منها إذا ثبت أنها تخالف ما جاء في الكتاب المقدس، فأبدا إيك على هذا باللاتينية اعتراضاً عبّر على وجهة نظر الكنيسة: "يا مارتن إن التمسّك بسماع ما جاء في الكتاب المقدس هو نفس ما كان يتذرع به دائماً الهراطقة إنك لا تفعل شيئاً سوى أن تكرر الأخطاء التي ارتكبها ويكليف وهس … كيف تدعي أنك الوحيد الذي يفهم معنى آيات الكتاب المقدس؟ وهل تضع حكمك فوق حكم كتبه كثيرون من الرجال المشهورين وتزعم أنك تعرف أكثر مما يعرفون