في ألمانيا، وفيها عدد كبير من السكان يشتغلون بالنسيج في ظل بلدية أعضاؤها من السادة التجار، وشجعت حركة اجتماعية من العمال بأصداء وذكريات تجربة التابورية التي قمعت وأثارت بوهيميا القريبة، وأصبح توماس مينتسر راعي كنيسة سانت كاترين للنساجين الناطق بلسانهم والمعبر عن آمالهم وأصبح في الوقت نفسه نصيراً متحمساً للإصلاح الديني، وعندما أدرك أن تعظيم لوثر للإنجيل باعتباره القاعدة الوحيدة قد أثار التساؤل عمّن يفسر النص أعلن منتسر وإثنان من رفاقه- وهما نيكولاس ستورك النساج وماركوس شتيبنز العالم- أنهم وحدهم مؤهلون ليكونوا مفسرين للكتاب المقدس فقد أحسوا بأنهم يوحى إليهم من الروح القدس. وصرحوا بأن هذه الروح المقدسة أمرتهم بأن يؤجلوا العماد إلى حين بلوغ سن الرشد لأن القربان المقدس لا يكون له أثر إلا بالإيمان وهو أمر لا ينتظر من الأطفال. وتنبئوا بأن العالم سيتعرض قريباً لخراب شامل يهلك فيه كل الفجار- بما فيهم جميع القساوسة الجامدين بصفة خاصة، وتبدأ بعد ذلك على الأرض مملكة الرب الشيوعية (٩١) وفي عام ١٥٢١ سحق تمرد قام به النساجون وأقصى ثلاثة من "رسل تسفياكو" وانطلق منتسر إلى براغ فأخرج منها وحصل على أبرشية في الشتد في ساكسونيا". وذهب ستور إلى وشتينز إلى بيتنبرج وكان لهما أثر طيب على ميلانكتون وكارلشتادت أثناء غياب لوثر.
وفي يوم ٦ يناير سنة ١٥٢٢ تبدد جميع الأوغسطينيين في فيتنبرج، وفي يوم ٢٢ يناير كان انصار كارلشتادت قد بلغوا حظاً كبيراً من القوة في المجلس البلدي إلى حد أنهم عملوا على إصدار مرسوم يقضي برفع كل الصور من كنائس فيتنبرج، وتحريم القداس إلا إذا أقيم بالشكل المبسط الذي ينادي به كارلشتاد. وأدخل كارلشتاد صورة لصلب المسيح ضمن الصور الممنوعة وحرم مثل المسيحيين الأوائل عزف الموسيقى في