في كل اتجاه بمدقات الحنطة والهراوات كما يهدد الفلاحون بالقيام بهذا العمل. وأنا الآن لست مستاء أن أسمع أن رجال الدين قد وصلوا إلى مثل هذه الحالة من الخوف والقلق. ولعلهم عادوا إلى رشدهم وخففوا من استبدادهم الجنوني … بل إني سوف أمضي إلى أبعد من هذا. لو أن لي عشرة أجساد واستطعت أن أنال من الله منة فيقتص منهم (أي من رجال الدين) بالوسائل الرفيقة (ذيل الثعلب غزير الشعر) التي تؤدي إلى الوفاة أو العصيان فإني أهب أجسادي العشرة كلها للموت وأنا مغتبط "في سبيل الفلاحين الفقراء"(٨٩). وأردف يقول:"ومع ذلك فإن على الأفراد أن يتحاشوا الالتجاء إلى القوة فالله منتقم جبار".
"إن العصيان أمر غير معقول وهو بصفة عامة يضر الأبرياء أكثر مما يضر الآثمين. ولذلك فإن العصيان ليس من الصواب، في شيء، مهما كان الدافع لأصحاب المصلحة فيه، ذلك لأن الضرر الذي ينجم عنه يتجاوز دائما قدر ما يتم من الاصلاح … عندما يتخلص السيد فلان (أي سيد) من قيده فإنه لا يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب ويضرب خبط عشواء وعندئذ لا مناص من وقوع ظلم فظيع … إن عواطفي ستكون دائماً، ولسوف تظل، مع أولئك الذين يوجه التمرد ضدهم"(٩٠).
واستمرت الصورة سليمة إلى حد ما. وفي يوم عيد الميلاد منذ عام ٥٢١ أقام كارلستادت القداس باللغة الألمانيّة، وهو يرتدي ملابس مدنية ودعا الجميع إلى تناول القربان المقدس بأخذ الخبز في أيديهم والشرب من كأس القداس.
وفي ذلك الوقت تقريباً دعا جابرييل تسفيلينج، وهو أحد زعماء الطائفة الأوغسطينية، مستمعيه إلى إحراق الصور الدينية وهدم المذابح حيثما وجدت.
وفي السابع والعشرين من ديسمبر صب "الأنبياء" الذين وصلوا من تسفيكا الزيت على النار. وكانت هذه المدينة من أعظم المُدن الصناعية