وطبعت في فيتنبرج مائة ألف نسخة من عهد لوثر الجديد إبان حياته، وظهرت في أمكنة أخرى إثنتا عشرة طبعة لم يرخَّص بها وعلى الرغم من المنشورات التي تحرم تداولها في براندنبرج وبافاريا والنمسا فإنها أصبحت أكثر الكتب رواجاً في ألمانيا وظلت كذلك.
وأثمرت ترجمات الإنجيل كنتيجة وعامل مساعد معاً وأعانت على أن تستبدل باللاتينية اللغات الوطنية والآداب التي واكبت الحركة القومية والتي سايرت هزيمة الكنيسة العالمية في بلاد لم تكن قد تلقت اللغة اللاتينية وغيرتها.
ولما كان لوثر قد أكبّ طويلاً على الكتاب المقدس وورث وجهة نظر القرون الوسطى عن صدوره من الله فإنه جعله عن محبة خالصة المصدر الأوحد لعقيدته الدينية وشريعتها. ومع أنه قبل بعض الروايات المأثورة التي لا تقوم على ما جاء في الكتاب المقدس - مثل تعميد الطفل والراحة يوم الأحد - فإنه رفض أن يسلّم بحق الكنيسة في أن تضيف إلى المسيحية عناصر لا تعتمد على ما جاء في الكتاب المقدس وإنما تعتمد على عرفها وسلطتها مثل المطهر وصكوك الغفران وعبادة مريم والقديسين وكان كشف فالا عن "هبة قسطنطين"(هبة أوربا الغربية المزعومة للبابوات) باعتبارها أضحوكة عتيقة في التاريخ قد زعزع إيمان الآلاف من المسيحيين في الوثوق بروايات الكنيسة وشكك في الشرعية الملزمة لمراسيمها وفي عام ١٥٣٧ ترجم لوثر نفسه رسالة فالا إلى الألمانية. فالرواية يقوم بها انسان عرضه للزلل أما الكتاب المقدس فقد قبلته أوربا بأسرها تقريباً وعدته كلمة الله التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
ثم إن العقل أيضاً يبدو ضعيفاً بالقياس إلى الإيمان في وحي من لدن الله. وقال "نحن المساكين، الناس التعساء … نسعى في غرور إلى فهم الجلال الذي يدق على الفهم لنور عجائب الله التي لا تدرك … ونحن نتطلع بعيون مغمضة، مثل حيوان الخلد، إلى مجد الله"(١٠٣). وقال لوثر: "أنت