ورجح الأثر الأدبي القوي للمصلحين كفة المطبوعات من جنوبي أوروبا إلى شمالها حيث ظلّت على هذا الوضع منذ ذلك. كانت الطباعة هي الاصلاح الديني، ولا شك أن جوتنبرج هو الذي جعل نجاح لوثر ممكناً.
وكان أعظم عمل قام به لوثر هو ترجمة الإنجيل إلى الألمانية كانت ثماني عشرة ترجمة مثلها قد تمت من قبل ولكنها اعتمدت على نسخة جيروم اللاتينية من الكتاب المقدس، وحفلت بالأخطاء وصيغت عباراتها بأسلوب سقيم، وكانت صعوبات الترجمة عن الأصل مروعة ولم تكن هناك بعد معاجم من العبرية أو اليونانية إلى الألمانية وكل صفحة من النص تثير مائة مسألة في التفسير، وكانت اللغة الألمانية ذاتها لا تزال تفتقر إلى الدقة والاحكام في التركيب، واستخدم لوثر في ترجمة العهد الجديد النص اليوناني الذي كان أرازموس قد نشره مع نسخة لاتينية عام ١٥١٦، وأكمل هذا الجزء عام ١٥٢١ ونشر عام ١٥٢٢. وبعد عمل دائب استمر أكثر من اثني عشر عاماً، ووسط كفاح دائم في مجال علم اللاهوت نشر لوثر العهد القديم بالألمانية، ولكن بمساعدة ميلانكتون وعدد من الباحثين اليهود وبرغم عدم دقة الدراسة في هذه الترجمات فإنها كانت من الأحداث المهمة في هذا العهد، فقد افتتحت الأدب الألماني وأصلها اللغة الألمانية الجديدة الرفيعة في ساكسونيا العليا - باعتبارها اللغة الأدبية الألمانية. ومع ذلك فإن الترجمات كانت غير أدبية عن عمد، وعلى نهج اللغة الدارجة، وقد فسر لوثر منهجه بطريقته الواضحة المعهودة فقال: "ينبغي ألا نطلب، كما يفعل الحمير، من الحروف اللاتينية أن تعلمنا كيف نتحدث الألمانية بل يجب أن نسأل الأمهات في بيوتهن والأطفال في الشوارع وعامة الناس في السوق … يجب أن نسترشد بهم في الترجمة ولسوف يفهموننا ويعرفون أننا نخاطبهم بالألمانية) (١٠٢). ومن هنا كان لترجمته في ألمانيا نفس الأثر والجلال اللذين حظيت بهما نسخة الملك جيمس المترجمة بعد قرن: كان لها تأثير حميد لا حد له على لغة الحديث القومية ولا تزال أعظم عمل نثري في الأدب القومي.