هم هؤلاء الأمراء الذين يأخذون على عواتقهم أن يفرضوا على الناس ما يقرأونه أو ما يعتقدونه؟
"لابد أن تعرفوا أن الأمير الحكيم يندر وجوده حقاً منذ بداية الخليقة مثله في ذلك مثل الأمير الورع. فالأمراء في العادة أكبر الحمقى أو أسوأ الأفاقين على ظهر الأرض. إنهم السجانون والجلادون الذين يسلطهم الله على عباده، وهم أدوات الله التي تحقق غضبه تعالى بعقاب الأشرار وللمحافظة على السلام بين الناس … ومهما يكن من أمر فإني بكل إخلاص أنصح هؤلاء الناس الذين طمس الله على ابصارهم أن ينتبهوا إلى القول الموجز في المزمور ١٠٧:(٢٧) "إن الله تعالى ينزل سخطه على الأمراء" وإني أقسم لكم بالله أن هذه العبارة الموجزة لو أصبحت سيفاً مسّلطاً على أعناقكم بسبب خطئكم فلا تلوموا إلا أنفسكم، وذلك على الرغم من أن كل واحد منكم متين البنيان كالتركي ولن يجديكم فتيلاً تميزكم غضباً وتحمسكم للكلام فقد تحقق فعلاً جانب كبير منه، لأن … الرجل العادي يتعلم كيف يفكر … ثم إن الجماهير وعامة الناس تستجمع نقمتها على الأمراء وعلى الناس بعد هذا الا يعانوا من طغيانهم وغرورهم فهذا ما لا يستطيعونه ولن يسمحوا به. فيا أيها الأمراء والسادة الاعزاء تمسكوا بأهداف الحكمة واهتدوا بهديها. إن الله لن يتسامح معكم بعد هذا ولم يعد العالم ذلك الذي كنتم فيه تطاردون الناس وتسوقونهم كالأنعام"(١٤٧).
واتهمه رئيس وزراء بافارى بأن هذه دعوة للثورة تتسم بالخيانة، وندد بهذه الرسالة الدوق جورج ووصفها بأنها إفك وحث الأمير المختار فردريك على أن يصادرها. ولكنه على العكس من ذلك سمح بتوزيعها بما عهد فيه من اتزان. ترى ماذا كان يقول الأمراء لو أنهم قرأوا رسالة لوثر إلى فنتسل لينك Wanzel Link، (١٩ مارس ١٥٢٢)؟ "إننا ننتصر على الطغيان البابوي الذي طالما سحق ملوكاً وأمراء فكيف لا يسهل علينا إذن أن نتغلب