على الأمراء أنفسهم نطأهم بنعالنا" (١٤٨). أو ماذا هم قائلون إذا أطلعوا على تعريفة للكنيسة؟ "أعتقد أنه لا توجد على ظهر الأرض إلا كنيسة مسيحية عامة، حكيمة كالعالم ولكنها كنيسة مقدسة وهي ليست إلا جماعة القديسين … وأعتقد أن كل الأشياء على المشاع في هذه الجماعة أو في هذا العالم المسيحي، وكل ما يملكه الإنسان من متاع ملك للآخر ولا يوجد شيء ملك لأحد فحسب" (١٤٩).
كانت هذه سورة عارضة يجب ألا تؤخذ بمعناها الحرفي؛ فالواقع أن لوثر محافظاً بل ورجعياً في السياسة والدين بمعنى أنه كان يريد أن يعود بالناس إلى المعتقدات والرسائل الأولى في القرون الوسطى، وكان يعد نفسه ممن يردون الأشياء إلى أصولها وأنه ليس مبتدعاً. وكان يمكن أن يقنع بالحفاظ على المجتمع الزراعي الذي عرفه في طفولته واستمراره مع إدخال بعض وجوه التحسين التي تتسم بالبر. واتفق في الرأي مع الكنيسة في القرون الوسطى في إدانة الربا إلا أنه أضاف بطريقته المرحة أن الربا بدعة من عمل الشيطان وأسف لنمو التجارة الخارجية ووصف التجارة بأنها: "مهنة مرذولة" (١٥٠) واحتقر هؤلاء الذين يكسبون معاشهم بشراء السلعة بثمن رخيص وبيعها بثمن غالٍ. وندد بالمحتكرين الذين كانوا يتآمرون لرفع الأسعار لأنهم "لصوص ظاهرون للعيان"، وقال: "لَكَم تحسن السلطات صنعاً لو أخذت من هؤلاء الناس كل ما يملكون وطردتهم من البلاد" (١٥١) ورأى أن الوقت قد حان لوضع "شكيمة في فم آل فوجر" (١٥٢)، وانتهى إلى راي ينذر بالويل في رسالة عاصفة عنوانها: "عن التجارة والربا" (١٥٢٤):
"ينبغي أن ينظر الملوك والأمراء إلى هذه الأشياء وأن يحرموها بمقتضى قوانين صارمة، ولكني أسمع أن لهم مصلحة فيها وهكذا يتحقق قول إشعيا:"لقد أصبح الأمراء رفاقاً للصوص" وأنهم ليشنقون اللصوص الذين سرقوا جولدن أو نصف جولدن ولكنهم يتاجرون مع مَن يسلبون العالم بأسره …