كل شيء آخر، وهي التي ربما كانت سبباً في كل هذه الشرور … إن العالم بأسره يتوق إلى مثل هذا الإصلاح" (٣).
ووافق المجلس على أن يطلب من الأمير المختار فردريك كبح جماح لوثر، ولكنه تساءل لماذا يجب أن يدان لوثر لأنه أشار إلى المظالم التي ارتكبها رجال الدين والتي أيدتها السلطات وقت ذلك. وعندما وجد المجلس أن اعتراف البابا ليس فيه ما يكفي من التفاصيل أرسل له قائمة خاصة ضمنها مائة مظلمة من ألمانيا ضد الكنيسة واقترح أن ينظر بعين الاعتبار إلى هذه الشكاوى، وعلاجها بواسطة مجلس وطني يعقد في ألمانيا برئاسة الإمبراطور.
واستمع المجلس النيابي نفسه، وكانت تغلب عليه طائفة النبلاء، في عطف إلى الاتهامات الموجهة ضد الاحتكاريين بأنهم يثيرون على حساب الشعب وكتبت إحدى اللجان إلى المُدن الكبرى في ألمانيا تطلب منها إبداء رأيها فيما إذا كانت الاحتكارات ضارة وهل يجب تنظيمها أو القضاء عليها. وردت مدينة أولم بأنها شر مستطير وأن المؤسسات التجارية يجب أن تكون مقصورة على الأب وابنه وزوج ابنته، أما أوجسبورج موطن آل فوجر فأنها قدمت دفاعاً كلاسياً عن المشروعات التجارية الكبيرة وحرية التجارة وعن الأرامل والأيتام:
"إن العالم المسيحي (أم ينبغي أن نقول العالم بأسره؟) غني بسبب العمل، وكلما اتسع حجم العمل في بلد ما ازداد رخاء شعبه … وحيث يكثر عدد التجار تزداد فرص العمل … ومن المستحيل تحديد حجم الشركات … فكلما اتسع حجم معاملاتها وازداد عددها كان هذا خيراً لكل إنسان. وإذا لم يكن للتاجر مطلق الحرية في القيام بأعماله في ألمانيا فإنه سوف ينطلق إلى مكان آخر فتخسر ألمانيا … وإذا لم يستطع القيام بالعمل بعد أن يتجاوز قدراً معيناً فماذا هو صانع فائض أمواله؟ … من الخير أن يترك التاجر وشأنه، وألا توضع أية قيود على مقدرته أو على رأس ماله،