للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصورة المقبولة على أنها الطريقة المعقولة لتدبير الزواج بين رجل وامرأة؛ فالمشرع الهندي من رأيه أن صور الزواج التي تنبني على أسس اقتصادية هي في نهاية الأمر أسلم الصنوف عاقبة (١٢١)، وفي أيام "دبوا" كانت العبارة الهندية التي تعنى "يتزوج"، والعبارة التي تعني "يشتري زوجة" "عبارتين مترادفتين" (١).

وأحكم الزواج زواج يدبره الوالدين مراعين فيه كل قواعد الزواج من داخل أو من خارج، فالشاب ينبغي أن يتزوج داخل طبقته الاجتماعية، لكنه يختار زوجته من خارج مجموعته العائلية (١٢٣)؛ وله أن يتزوج من زوجات كثيرات لكن واحدة منهن فقط يكون لها السيادة على الأخريات، ويشترط فيها أن تكون من طبقته الاجتماعية؛ على أن الأفضل- في رأي مانو- أن يقتصر الزوج على زوجة واحدة (٢) وكان على الزوجة أن تحب زوجها في تفان ُيصبّره على المكاره، وأما الزوج فلم يكن ينتظر منه أن يبدي لزوجته حباً شعرياً، بل حماية أبوية (١٢٦).

كانت الأسرة الهندية من الطراز الأبوي الصميم، فالوالد هو السيد الكامل السيادة على الزوجة والأبناء والعبيد (١٢٧) وكانت المرأة مخلوقاً جميلاً يحب،


(١) يصف لنا سترابوا (حوالي ٢٠ ميلادية) معتمداً على أرستوبولس "بعض العادات الجديدة غير المألوفة في تاكسيلا فأولئك الذين يعجزون عن تزويج بناتهم بسبب الفقر يسوقونهن إلى ساحة السوق وهن في عنفوان شبابهن، فيسرن على صوت الأبواق والطبول (وهي الآلات نفسها التي كانوا يستخدمونها في نداء المقاتلين إلى حومة القتال) وبهذا يجمعون حشداً من الناس، فإذا ما أقبل رجل كائناً من كان أخذ الفتيات في عرض ظهورهن حتى العوانق، وبعدئذ كن يعرض أجزاءهن الأمامية، فإذا أعجبت واحدة منهن رجلاً، ثم قبلت هي ذلك الرجل على شروط متفق عليها، فإنه يتزوج منها".
(٢) لو أخذنا برأي "تود" فمن المألوف في أسرة راجبوت المالكة أن يختار الأمير مجموعة من الزوجات لكل يوم من أيام الأسبوع تختلف عن مجموعات سائر الأيام.