بمسافة إن مشيا على مرأى من الناس، وقلما يوجه إليها هو كلمة واحدة (١٣٣) وينتظر من المرأة أن تبدي إخلاصها بخدماتها في كل المواقف، بإعدادها للطعام، وبأكلها لما يتبقى بعد أكل زوجها وأولادها، وبضمها لقدمي زوجها إذا حانت ساعة النوم (١٢٤) يقول مانو: "إن الزوجة الوفية ينبغي أن تخدم … سيدها كما لو كان إلهاً، وألا تأتي شيئاً من شأنه أن يؤلمه، مهما تكن حالته، حتى إن خلا من كل الفضائل"(١٣٥) أما الزوجة التي تعصي زوجها فمآلها أن تتقمص روحها جسد ابن آوى في خلقها التالي (١٣٦).
ولم يكن نساء الهند يتلقين تعليماً -كأخواتهن في أوربا وأمريكا قبل عصرنا هذا الحديث- إلا إن كن من سيدات الطبقة الراقية أو من زانيات المعبد (١٣٧)، ففن القراءة كان في عرفهم لا يليق بامرأة؛ ذلك لأن سلطانها على الرجال لا يقوى به، ثم هو يؤدي إلى نقص فتنتها؛ فيقول "طاغور" على لسان "شترا" في إحدى مسرحياته: "إن المرأة يسعدها أن تكون امرأة فقط- أن تلف نفسها حول قلوب الرجال بابتسامتها وتنهداتها وخدماتها وملاطفاتها؛ فماذا يجدي عليها العلم وجليل الأعمال؟ "(١٣٨) وليس من حقها أن تلم بكتب الفيدا (١٣٩)، ففي الماهابهاراتا:"إذا درست المرأة كتب الفيدا كانت هذه علامة الفساد في المملكة"(١)، ويروي المجسطي عن أيام "تشاندرا جوبتا": "إن البراهمة يحولون بين زوجاتهم- ولهم زوجات كثيرات- وبين دراسة الفلسفة، لأن النساء إن عرفن كيف ينظرن إلى اللذة والألم، والحياة والموت نظرة فلسفية، أصابهن مس من جنون، أو أبين بعد ذلك أن يظللن على خضوعهن"(١٤١).
(١) لايجوز لنا أن نقارن هذه الحالة بآرائنا في أوربا وأمريكا اليوم، بل ينبغي أن نوازنها بكراهية رجال الدين في العصور الوسطى لقراءة عامة الناس للإنجيل، ولتربية المرأة تربية عقلية. ?