البهيم في سفر الرؤيا"، وقال عن الرهبان إنهم أسوأ من الجلادين أو السفاحين أو على أحسن الفروض "براغيث فوق فراء الرب القادر" (٢١) ولنا أن نتصور إلى أي حد كان المستمعون إليه يجدون متعة في هذا العبث. وقد قال: "إن الجزء الوحيد من جسم الإنسان الذي اضطر البابا إلى إعفائه من رقابته هو العجز! " (٢٢) وكتب يصور رجال الدين الكاثوليك بقوله: "إن نهر الراين لا يكاد يتسع لكي يغرق فيه كل عصبة المغتصبين الرومانيين الملاعين … كرادلة ومطارنة وأساقفة ورهبان" (٢٣) أو إذا نقص الماء "لعل الله يرضى بأن يرسل عليهم صليباً من النار والكبريت كالذي قضى على سودوم وعمورة" (٢٤)، وهذا يذكر الإنسان بالتعليق الذي صدر من الإمبراطور جوليان: "ليس هناك حيوان مفترس أشد ضراوة من عالم لاهوت غاضب" (٢٥). ولكن لوثر عجب مثل كلايف لاعتداله وقال: "يعتقد الكثيرون إني شديد الشراسة ضد البابوية، ولكني على النقيض من ذلك أشكو من أنني، للأسف لين العريكة إلى حد كبير. وكم أود أن أنفث صاعقة ضد البابا والبابوية، وأن تكون كل ريح صاعقة (٣٦): ولسوف ألعن وأنتهر الأفاقين حتى أثوي في لحدي، ولن ينالوا مني كلمة مهذبة … لأني لا أستطيع أن أصلي دون أن أصب اللعنات في الوقت نفسه. وإذا كنت مدفوعاً إلى أن أهتف "تبارك اسمك" فإنني يجب أن أضيف أن "اسم البابوية ملعون رجيم مغضوب عليه". وإذا كان ثمة ما يدفعني إلى أن أهتف "لتأتي مملكتك" فإني مضطر إلى أن أضيف "البابوية ملعونة، رجيمة، هالكة لا محالة. والحق أني أتلو صلواتي سنوياً على هذا النحو كل يوم وسراً في قلبي دون توقف (٢٧)، وإني لا أعمل أبداً على خير وجه إلا عندما أستلهم الغضب، ذلك أني أستطيع، عندما أكون غاضباً أن أكتب، وأن أصلي، وأن أعظ على خير وجه، لأن مزاجي بأسره يستثار، وإدراكي يزداد حدة"(٢٨)، ومثل هذه العاطفة البلاغية كانت تتفق مع روح العصر. ويعترف الكاردينال جاسكيه العلامة قائلاً: "إن بعض الوعاظ وكتاب الرسالات من طائفة المحافظين كانوا