للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجنون. وكان يراوده الأمل في استعادة السلام إذا خفضت كل الأطراف أصواتها، وأشار في فبراير عام ١٥١٩ على فروبين ألا ينشر المزيد من مؤلفات لوثر، لأنها تفيض بالعبارات الملتهبة (٨٨). وكتب في أبريل إلى الأمير المختار فردريك، يحثه على حماية لوثر باعتباره رجلاً ارتكب الناس في حقه من الإثم أكثر مما ارتكب هو من آثام (٨٩). وأخيراً (٣٠ مايو) رد على لوثر، وقال:

"يا أعز أخ لي في المسيح، إن رسالتك إلي تظهر حدة ذهنك وتنبض بروح مسيحية قد أسعدتني أكثر من كل شيء. أنا لا أستطيع أن أعبر عن مدى الاضطراب الذي تحدثه كتبك هنا. إن هؤلاء الناس لا يمكن، بأي وسيلة، ألا يراودهم الشك في أنني عاونتك في كتابة مؤلفاتك وإني، كما يصفونني، حامل لواء حزبك … ولقد أقسمت لهم أني لا أعرفك بتاتاً، وأني لم أقرأ كتبك، وأني لا أستحسن كتاباتك ولا أستهجنها، ولكن عليهم أن يقرءوها قبل أن يتحدثوا بصوت مرتفع، ومن رأيي أيضاً أن الموضوعات التي كتبت عنها ليست من النوع الذي يصلح للخطابة من فوق المنابر، وبما أن من المسلم به أنك طاهر الذيل، فلا محل للتنديد بك أو صب اللعنات عليك. وكان هذا بلا جدوى فقد ظلوا يتميزون غضباً … وأنا نفسي الهدف الرئيسي للعداء والكراهية، وأما الأساقفة فإنهم في صفي بوجه عام …

وأما أنت فإن لك أصدقاء أوفياء في انجلترا، حتى بين أكبر الشخصيات هناك. ولك أصدقاء هنا أيضاً … أنا بصفة خاصة. وأما بالنسبة لي فإني أشغل نفسي بالأدب، وأنا أقصر عليه جهودي بقدر الإمكان، وأتحاشى الخلافات الأخرى، ولكني بصفة عامة أعتقد أن اللطف مع الخصوم أشد تأثيراً من معاملتهم بالعنف … ولعل من الحكمة أن تندد بهؤلاء الذين يسيئون استخدام سلطة البابا بدلاً من أن تحصى أخطاء البابا نفسه. وهذا ما يجب عمله مع الملوك والأمراء. والأنظمة القديمة لا يمكن انتزاعها من