صف العقيدة اللوثرية (١٥٢٦)، وحولت كنيسة زيبالدوس وكنيسة مورنز الشعائر التي تقام فيهما لتكون وفق هذه العقيدة، بينما احتفظنا بفنهما الكاثوليكي. وانتشرت مؤلفات لوثر انتشاراً واسعاً في برونزفيك، ورتلت أناشيده علناً، ودرست نسخته عن العهد الجديد عن اهتمام وجد، حتى أن المصلين قاموا بتصحيح خطأ وقع فيه قسيس، وهو يستشهد بفقرات منها، وفي نهاية الأمر أصدر مجلس المدينة أمراً إلى كل رجال الدين بألا يرددوا في عظاتهم إلا ما وجد في نصوص الكتب المقدسة، وأن يقوموا بمراسيم العماد باللغة الألمانية وأن يناولوا القربان المقدس بكلا الشكلين (١٥٢٨). وما أن حل عام ١٥٣٠ حتى كان المذهب الجديد قد كسب إلى صفه هامبورج وبريمن وروستوك ولوبيك وسترالزوند ودانزج ودوربات وريجا وريفال وكل المُدن الإمبراطوريّة في سوابيا تقريباً، وشبت ثورات لتحطيم الأصنام في أوجسبورج وهامبورج وبرونزفيك وسترالزوند. ولعل جانباً من هذا العنف كان رد فعل لاستخدام رجال الدين للتماثيل والصور الزيتية، لغرض أساطير مضحكة، تعود عليهم بالربح، في عقول الناس.
وليس من شك قي أن الأمراء الذين تبنوا باغتباط القانون الروماني، الذي يجعل الحاكم الزمني قادراً على الكثير باعتباره مفوضاً من "الشعب صاحب السيادة"، قد رأوا في البروتستانتية ديناً لا يرفع من شأن الدولة فحسب، بل جعلها تمتثل لأوامرها أيضاً، وأصبح في وسعهم وقتذاك أن يكونوا سادة روحيين وزمنيين على السواء، ويمكن أن يديروا الكنيسة بأسرها أو يستمتعوا بها. وقبل جون الحازم الذي خلف فريدريك الحكيم كأمير مختار لساكسونيا (١٥٢٥) أن يعتنق بصفة نهائية العقيدة اللوثرية، وهو ما لم يفعله فريدريك قط، وحينما مات جون (١٥٣٢) فإن ابنه جون فريدريك أبقى البروتستانتية موطدة في سكسونيا الانتخابية، وكون فيليب الشهم لاندجراف هس مع جون حلف جوثا وتورجا لحماية اللوثرية