ونشرها، وانخرط في سلك اللوثرية أمراء آخرون: أرنست اللونيبرجي، وأوتو وفرانسس أمير برونزفيك لونيبرج، وهنري أمير ميكلينبورج وأولريخ أمير فريتتيمبرج. واستمع ألبرت، البروسي كبير رهبان دير الفرسان التيوتونيين، إلى نصيحة لوثر، وتخلى عن عهوده الرهبانية، وتزوج وخصص الأراضي التي تملكها طائفته للأغراض الدنيوية، ونصب نفسه دوقاً على بروسيا (١٥٢٥). ورأى لوثر نفسه، فيما يبدو، بقوة شخصيته وفصاحته فحسب، يكسب إلى صفه نصف ألمانيا.
ولما كان الكثيرون من الرهبان والراهبات يتركون أديرتهم وقتذاك، وبدا أن الجمهور لا يريد أن يؤيد مَن بقى منهم، فإن الأمراء اللوثريين اضطهدوا كل الأديرة الواقعة في أقاليمهم، ولم يستثنوا إلا قلة كان نزلاؤها قد اعتنقوا العقيدة البورتستانتية، ووافق الأمراء على أن يتقاسموا الأملاك المصادرة والدخول مع النبلاء والمُدن وبعض الجامعات، ولكن هذا التعهد نقض في تراخ. وندد لوثر بتخصيص الثروة الكنسية لغير الأغراض الدينية أو التعليمية، وأدان استيلاء طبقة النبلاء المتسم بالتهور على مباني الكنيسة وأراضيها. وتم التنازل عن جانب متواضع من الغنائم للمدارس وللتفريج عن الفقراء، أما الباقي فقد احتفظ به الأمراء والنبلاء، وكتب ميلانكتون (١٥٣٠) يقول: "تحت ستار الإنجيل كانت نية الأمراء متجهة إلى سلب الكنائس فحسب"(٢). وأخذ التحول العظيم يسير قدماً إلى الأمام للخير أو للشر، لأغراض روحية أو مادية، واعتنقت مقاطعات بأكملها - أيست فريزلاند وسيليزيا وشليزفيج وهولستين - البروتستانتية بالإجماع تقريباً، ولا شيء يمكن أن يوضح مدى ما وصلت إليه الكاثوليكية المحتضرة خير من هذا. وحيثما بقي القساوسة استمروا في تأييدهم لاتخاذ حظايا (٤)، ورفعوا عقائرهم بالصياح، مطالبين بالسماح لهم بالزواج الشرعي، كما يفعل رجال الدين من أتباع لوثر (٥). وأبلغ الأرشيدوق فرديناند البابا بأن الرغبة في الزواج تكاد تكون عامة بين رجال الدين الكثالكة من غير الرهبان، وأنه لا يكاد يوجد واحد من بين كل مائة من القسس