لم يتزوج علناً أو سراً. وتوسل الأمراء الكاثوليك للبابا وأبلغوه أن إلغاء العزوبة المفروضة على رجال الدين قد أصبحت ضرورة أخلاقية (٦). وشكا كاثوليكي مخلص (١٥٢٤) من أن الأساقفة استمروا في إقامة الولائم الفخمة (٧)، على الرغم من أن الثورة كانت تطرق أبوابهم. وكتب مؤرخ كاثوليكي، وهو يتحدث عن ألبرخت كبير أساقفة ماينز، يصف "الشقق الفاخرة الأثاث التي استغلها هذا الأمير الدنس من أمراء الكنيسة لمضاجعة عشيقته سراً"(٨). ويقول نفس المؤرخ:"لقد اصبح كل إنسان يناصب القسس العداء، إلى حد أنهم يقابلون بالسخرية، ويتعرضون للمضايقات أينما ذهبوا"(٩)، وكتب أرازاموس (٣١ يناير عام ١٥٣٠) يقول: "إن الناس في كل مكان يؤيدون العقائد الجديدة"(١٠). ومهما يكن من أمر فقد كان هذا صحيحاً في شمال ألمانيا فقط، وحتى هناك أصر الدوق جوج أمير ساكسونيا والأمير المختار جواكيم البراندنبورجي على أن يظلا كاثوليكيين أما جنوب ألمانيا وغربها، اللذان كانا جزءاً من الإمبراطوريّة الرومانية القديمة، وتلقى أهلها شيئاً من الثقافة اللاتينية، فإنهما ظلا في معظم أجزائهما يدينان بالولاء للكنيسة، وآثر جنوبها الطرق المرحة الملونة التي تنحو نحو التساهل في المسائل الجنسية، والتي تميزت بها الكاثوليكية، وفضلتها على فلسفة الرواقية التي تقول بالجبر، وتسود في الشمال. وحافظ كبيرو الأساقفة المختارون الأقوياء في ماينز وترير وفي كولونيا (الى عام ١٥٤٣) على أن تسود الكاثوليكية في بلادهم، وأنقذ البابا أرديان السادس بافاريا بمنح دوقاتها خمس دخل الكنيسة في ولاياتهم، لصرفه على شئونهم الدنيوية. وهدأت منحة مماثلة من دخول الكنيسة من سورة غضب فرديناند في النمسا.
ودخلت هنغاريا إلى المسرح بصورة جوهرية. وكان ارتقاء لويس الثاني للعرش قبل الأوان، وهو في العاشرة من عمره، ووفاته أيضاً في سن مبكرة، من العوامل التي أسهمت في تكوين المأساة الهنغارية. بل إن مولده حدث قبل الأوان وأنقذ الأطباء في ذلك العهد حياة الطفل الضعيف