(كما يقول باحث كاثوليكي)"لهجة مشرفة معتدلة مسالمة"(١٦). وسعى إلى تقليل الخلافات بين آراء الكاثوليك وآراء اللوثريين، وأفاض في الهرطقات التي أدانها الإنجيليون (كما كان اللوثريون يسمون أنفسهم بسبب اعتمادهم فحسب على الأناجيل أو على العهد الجديد) والكاثوليك الرومان على السواء، وفرق بين الإصلاح اللوثري والإصلاح الزونجلى، وترك الأخير يتحايل لنفسه. وخفف من العقائد التي تقول بالجبر و"التجسيد" والتزكية بالإيمان، وكتب باعتدال عن مظالم رجال الدين، التي كانت البروتستانتية قد قللت منها، ودافع مجاملاً عن تناول القربان المقدس في كل من الشكلين، وعن التحلل من عهود الرهبانية، وعن زواج رجال الدين، وطلب من الكاردينال كامبيجيو أن يتقبل هذا الإقرار بقبول حسن، كما دبجه هو. وأسف لوثر لبعض ما قدمه من تنازل، ولكنه أعرب عن رضاه، الذي لم يكن منه مفر، عن هذه الوثيقة، وأرسل زونجلى تقريره إلى الإمبراطور وقد أعرب فيه بصراحة عن عدم إيمانه بوجود المسيح بجسده في القربان المقدس، وقدمت ستراسبورج وكونستاتس ولينداو وممنجن إقراراً منفصلاً هو: Tetra Politana، وفيه جاهد كابيتو وبوسر. لسد الثغرات، التي بدت بين العقائد اللوثرية والزونجلية والكاثوليكية.
ورد الحزب المتطرف من الكاثوليك الذي يتزعمه إيك رداً مدعماً بالبراهين، فندوا فيه الاتهام بصورة لا تقبل التفاهم، إلى حد أن المجلس رفض أن يقدمه إلى الإمبراطور، حتى خففت لهجته مرتين. وعلى الرغم من مراجعته فإنه أصر على التجسيد والشعائر السبع والتوسل بالقديسين وفرض العزوبة على رجال الدين ومناولة القربان بالخبز والقداس باللغة اللاتينية، ووافق شارل على هذا الرد المدعم بالبراهين، وأعلن أن على البروتستانت أن يقبلوه وإلا واجهوا الحرب.
ولقد تفاوض حزب أكثر اعتدالاً من الكاثوليك مع ميلانكتون،