وعرضوا عليه السماح بتناول القربان بالخبز والنبيذ. فوافق ميلانكتون بدوره على التسليم بالاعتراف السماعي والصيام والسلطة القضائية للأساقفة، بل وسلطة البابوات، مع بعض التحفظات، غير أن الزعماء البروتستانت الآخرين رفضوا أن يذهبوا في الاتفاق إلى هذا الحد، واحتج لوثر، وقال: إن إعادة الولاية القضائية للأساقفة سيؤدي إلى إخضاع القسس الجدد للدرجات الكهنوتية في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وإلى تصفية الإصلاح الديني في أقرب وقت. ورأى عدد من الأمراء البروتستانت استحالة الاتفاق، فعادوا أدراجهم إلى أوطانهم.
وفي التاسع عشر من نوفمبر أصدر المجلس النيابي، الذي كان قد نقص عدد أعضائه، مرسومه النهائي أو مرسومه الأخير، وقد أدينت فيه كل وجوه البروتستانتية، ونص على تنفيذ مرسوم ورمس، وعلى مجلس العدالة الإمبراطوري أن يبدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد جميع الذين انتزعوا أملاك الكنيسة، وأعطى البروتستانت مهلة تنتهي في ١٥ أبريل عام ١٥٣١ لقبول الرد المدعم بالبراهين بطريقة سلمية. وأضفى توقيع شارل على "مرسوم أوجسبورج" صفة المرسوم الإمبراطوري، ولابد أن الإمبراطور قد خال أن منح المتمردين مهلة الشهور الستة، لكي يروضوا أنفسهم على تنفيذ إرادة المجلس النيابي، ذروة التعقل، وفي خلال تلك الفترة عرض عليهم الإعفاء من تنفيذ مرسوم ورمس، ولذلك فإنه قد يقدم، إذا سمحت واجبات أخرى، القواعد المتناظرة في علم اللاهوت إلى محكمة الحرب العليا.
وبينما كان المجلس النيابي في ذروة انعقاده أقامت عدة ولايات حلفاً كاثوليكياً فيما بينها، للدفاع عن العقيدة التقليدية واستعادتها. وفسر هذا بأنه نذير بالحرب، فنظم الأمراء البروتستانت والمُدن البروتستانتية الحلف الشمالكالدي، الذي اتخذ اسمه من موطنه الأصلي بالقرب من أرفورت،