كعهدهم من قبل. وتضاءلت الرتب الدينية إلى ما يعد على أصابع اليدين، ولم يكن رجال الدين من غير الرهبان أكثر عدداً، وكانوا على درجة من الانحلال والجهل، إلى حد أن بعض الكثالكة أعرضوا عنهم" (٢١).
وعندما توفي الدوق الكاثوليكي جورج صاحب البرتين سكاسونيا، خلفه شقيقه هنري. وكان من أتباع لوثر، وخلف موريس بدوره هنري وكان المنقذ العسكري للبروتستانتية في ألمانيا. وفي عام ١٥٣٩ شيد يواقيم الثاني الأمير المختار في براندنبورج كنيسة بروتستانتية في عاصمته برلين معتزاً باستقلالها عن كل من روما وفيتنبرج. وفي عام ١٥٤٢ أضيفت إلى قائمة بروتستانت دوقية كليفس وأسقفية نارمبورج بل وكرسي أسقفية ألبرخت في هال بطريقة جمعت بين الساسة والحرب كل في حينه. وفي عام ١٥٤٣ روع الكونت هرمان فون فيد، كبير أساقفة كولون وأميرها المختار، روما بتحوله إلى المذهب اللوثري، وكان الزعماء اللوثريون واثقين بأنفسهم إلى حد أن لوثر وميلانكتون وآخرين أصدروا في يناير عام ١٥٤٠ بياناً ينص على أن السلام لا يمكن أن يسود إلا بتخلي الإمبراطور ورجال الدين الكاثوليك عن "عبادتهم للأوثان وضلالهم". ولن يتم ذلك إلا باعتناقهم العقيدة الطاهرة، التي وردت في اقرار أوجسبورج، واستطردت الوثيقة تقول: "حتى إذا كان على البابا أن يسلم لنا بما نعتنقه من عقائد، وما نقوم به من شعائر، فإننا مضطرون إلى معاملته باعتباره ظالماً متعسفاً، منبوذاً، مادام أنه لن يتبرأ من أخطائه في ممالك أخرى". وقال لوثر: "لقد انتهى كل ما بيننا وبين البابا كما انتهى ما بيننا وبين ربه، الشيطان" (٢٢).
ووافق شارل، أو كاد، لأنه اتخذ زمام المبادرة من البابا في أبريل عام ١٥٤٠، ودعا زعماء الكاثوليك والبروتستانت في ألمانيا إلى الاجتماع في "ندوة مسيحية"، ليبحثوا مرة أخرى عن تسوية سلمية لخلافاتهم. وكتب قاصد رسولي: "ما لم يتدخل البابا بطريقة حاسمة، فإن ألمانيا بأسرها سوف تسقط في براثن البروتستانت". وفي مؤتمر تمهيدي بورمس دار