الذين وجهوا إليه هجاء متقعاً، وعقيدة للفنانين الذين رسموا له صوراً ساخرة، وعقيدة الوعاظ الذين لقبوه باسم ابن الشيطان (٥٧) - كان في وسعه أن يتحمل هذا في صمت كئيب - أما الآن فإنه حر في أن يناضل من جديد خلال موسم سرعام ما ينقضي، وأن يصوغ مملكته، التي مزقتها الفوضى، في دولة واحدة، تؤمن بعقيدة واحدة، ولها قوة واحدة، واستقر رأيه على الحرب.
وحشد في مايو عام ١٥٤٦ جيوشه الإسبانية والإيطالية والألمانية، والهولندية، واستدعى دوق ألفا أقدر قواده للوقوف بجانبه، وعندما أوفد إليه الأمراء البروتستانت نواباً عنهم إلى راتسبون للاستفسار عن معنى حركاته، رد عليهم قائلاً بأنه قد اعتزم أن يعيد ألمانيا إلى حظيرة الإمبراطوريّة. وفي أثناء انعقاد ذلك المؤتمر كسب إلى صفه أقدر قائد عسكري في ألمانيا، وهو الشاب الطموح الدوق موريس صاحب سكسونيا الألبرتينية، ووعد آل فوجر بتقديم العون المالي له، وأصدر البابا منشوراً يحرم فيه من الغفران كل مَن يقاوم شارل، ويعرض منح صكوك الغفران بلامقابل، لكل مَن يساعده في هذه الحرب المقدسة.
وأصدر شارل قراراً إمبراطورياً أعلن فيه حرمان الدوق جون صاحب ساكسونيا الأرنستية ولاندجراف فيليب الهسي، وأحل رعاياهما من الولاء لهما، وأقسم أن يستصفي أراضيهما وأموالهما. ولكي يفرق بين المعارضة أعلن أنه لن يتدخل في شئون البروتستانتية في أية منطقة، تكون قد استقرت فيها بصفة نهائية، وقدم أخوه فرديناند تعهداً مماثلاً لبوهيميا. وكان موريس مرتبطاً بالقضية بوعد صدر له بأن يحل محل جون كأمير مختار لساكسونيا. وتنازع الأمراء المختارون، في كولونيا وبراندنبرج، وكونت بالاتين، الخوف والأمل، أما أمير نورمبرج البروتستانتي فظل محايداً. وأدرك جون أمير ساكسونيا وفيليب الهسي وأمراء أنهالت وحكام مُدن أوجسبورج وستراسبورج وأولم أن الخطر لا يتهدد لاهوتهم فحسب،