ولكنه يتهدد أموالهم أيضاً، فعبأوا كل قواتهم، وحشدوا في ميدان القتال ٥٧. ٠٠٠ رجل.
ولكن عندما زحف جون وفيليب جنوباً يتحديان شارل، سار فرديناند شمالاً وغرباً للاستيلاء على دوقية جون، وانضم إليه موريس في غزو ساكسونيا الارنستية، لكي يساعد بشيء ما. وقدر جون عاقبة هذا الأمر، فهرع إلى الشمال للدفاع عن دوقيته، وقام بهذه المهمة خير قيام، ولكن في غضون ذلك بدأ جنود فيليب في الفرار من فرقهم، بسبب الامتناع عن دفع رواتبهم، وسارعت المُدن البروتستانتية تنشد السلام مع شارل، بعد أن أغرتها الوعود بالعدل في المعاملة، ولكنه أطلق حريتها بعد أن فرض عليها غرامات باهظة، حطمت العمود الفقري لماليتها، مقابل الحصول على حريتها، وكان شارل وقتذاك متفوقاً في السلاح، وفي الدبلوماسية على السواء. وكانت القوة الوحيدة التي وقفت في صف البروتستانت هي قوة البابا، إذا كان بول الثالث قد بدأ يخشى ما أحرزه الإمبراطور من نجاح عظيم، فإذا لم يبق من أمراء البروتستانت مَن يكبح جماح السلطة الإمبراطوريّة، فإن الأمور سوف تدين لها في شمال وجنوب إيطاليا على السواء، وسوف تحدق بالولايات البابوية وتبتلعها، وينتهي بها الأمر إلى أن تسيطر على البابوية سيطرة لا تقاوم. وفجأة (يناير سنة ١٥٤٧) أصدر بول الثالث أوامره للجيوش البابوية، التي كانت تحارب مع شارل. بالتخلي عنه والعودة إلى إيطاليا، فأطاعت الأمر في اغتباط، ووجد البابا نفسه يطرب كأي هرطيق لانتصارات الأمير المختار جون في ساكسونيا، ولكن شارل كان مصمماً على أن يصل بالحملة إلى نهايتها الحاسمة، فزحف نحو الشمال، والتقى بقوات الأمير المختار المنهكة في ميلبرج، على مدينة مايسين، وقضى عليها قضاء مبرماً (٢٤ أبريل ١٥٤٧) وأسر جون. وطالب فرديناند بإعدام الأمير الباسل، غير أن شارل الذكي وافق على أن يخفف الحكم