إلى السجن مدى الحياة، إذا فتحت فيتنبرج أبوابها له، فخضعت المدينة لأمره، وهكذا سقطت عاصمة البروتستانتية الألمانية في أيدي الكاثوليك، بينما كان لوثر يرقد في هدوء تحت صفائح بارزة في كنيسة القصر.
وأقنع موريس أمير ساكسونيا وجواكيم أمير براندنبرج، فيليب الهسي بالتسليم ووعداه بأن يطلق سراحه فوراً. ولم يكن شارل قد قطع على نفسه مثل هذا العهد، وكان أقصى ما وصلت إليه رحابة صدره أن يعد فيليب بإطلاق سراحه بعد خمسة عشر عاماً. ويبدو أنه لم يبق هناك أحد يتحدى الإمبراطور المظفر، إذ كان هنري الثامن قد مات في يوم ٢٨ يناير، ومات فرانسيس الأول يوم ٣١ مارس. ومنذ عهد شارلمان لم تكن قوة الإمبراطوريّة عظيمة إلى هذا الحد.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن. فقد اجتمع الأمراء الألمان في مجلس نيابي آخر في أوجسبورج (سبتمبر سنة ١٥٤٧)، وقاوموا جهود شارل لدعم انتصاره العسكري، وتحويله إلى حكم مطلق شرعي. واتهمه بول الثالث بالتغاضي عن مقتل بيير لويجي فارنيزي، الابن غير الشرعي للبابا، وانقلبت بافاريا ضد الإمبراطور، وكانت دائماً موالية للكنيسة. وتكونت من جديد أغلبية بروتستانتية بين الأمراء، وانتزعوا من شارل موافقة مؤقتة على زواج رجال الكهنوت، ومناولة القربان بالطريقتين المعروفتين، واحتفاظ البروتستانت بأملاك الكنيسة (١٥٤٨). وتميز البابا غضباً من دعوى الإمبراطور أن له السلطة في أن يصدر أحكاماً، في مثل هذه الأمور. وتهامس الكاثوليك بأن شارل كان يهتم في مد رقعة إمبراطوريته، وتعزيز سلطان آل هايسبورج، أكثر من اهتمامه باستعادة العقيدة الخالصة الوحيدة. ووجد موريس وقتذاك الأمير المختار لساكسونيا نفسه في فيتنبرج يعد بروتستانتياً ومنتصراً، ومكروها إلى حد خطير وسط قوم من البروتستانت المغلوبين على أمرهم، وكانت خيانته قد سممت ما فاز به من سلطان. وتجاهل شارل ما وجهه إليه من نداءات لإطلاق سراح اللاندجراف. وبدأ