الحكومة، وتعكير صفو السلام والأمن بين الناس، وإلغاء جميع القوانين، وتبديد جميع الأموال الممتلكات، وباختصار جعل كل شيء في حالة اضطراب شامل.
ولهذا أتوسل إليك يا مولاي - وهو بالتأكيد طلب معقول - أن تأخذ على عاتقك الفهم الكامل لهذه القضية، التي أثيرت حتى الآن بصورة مبلبلة، وبلا اكتراث، وبلا سند من القانون، وبدافع من العاطفة الهوجاء أكثر من أي دعامة قانونية. ولا يذهبن بك الظن إلى أني أفكر الآن في إعداد دفاعي عن نفسي، لكي أضمن لنفسي عودة آمنة إلى وطني الحبيب، فأنا، على الرغم مما أكنه له من حب ينبغي على كل إنسان أن يحس به نحوه، لن أندم أبداً، في الظروف الحالية، على انتقالي منه. ولكي أدافع عن القضية أمام كل المتدينين، وبالتالي أمام المسيح نفسه، هل يحتمل أن نفكر في تقويض دعائم الممالك، نحن الذين لم يسمعنا أحد نفوه بكلمة واحدة تثير الفتنة … نحن الذين عرفنا طوال حياتنا أننا نعيش حياة هادئة مستقيمة عندما كنا نعيش تحت حكمك، نحن الذين لم نكف، حتى في منفانا الآن، عن الصلاة لك بالنجاح ولمملكتك بالرخاء … ثم إننا لن ننتفع إلا قليلاً بالإنجيل بفضل الله، ولكن حياتنا يمكن أن تكون مثالاً يحتذى لمن نددوا بعفتنا وكرمنا ورأفتنا وعزوفنا عن المنكر وصبرنا وتواضعنا وكل فضيلة أخرى هنا …
وعلى الرغم من بغضك لنا ونفورك منا، بل وغضبك علينا، فإننا لا نيأس أبداً من استعادة عطفك، لو قرأت بهدوء واطمئنان إقرارنا هذا، الذي نعتزم تقديمه إلى جلالتكم، كدفاع لنا … ولكن إذا كانت أذناك مشغولتين عن النقيض بسماع همسات الحاقدين، التي لا تدع فرصة للمتهمين للدفاع عن أنفسهم، وإذا استمرت تلك العقبات الهوجاء في اضطهادنا بالسجن والتنكيل والتعذيب ومصادرة الأموال والحرق،