والمجلس إلى إقرار تحريم المقامرة ولعب الورق والتجديف والسكر والتردد على الحانات والرقص (الذي كان وقتذاك يعنف بالقبلات والأحضان)، والأغاني الماجنة أو الخارجة عن الدين، والإفراط في اللهو، والبذخ في العيش، والتبذل في اللبس. وحدد القانون اللون المسموح به في الملابس ومقدارها، وعدد الأطباق المسموح بها في الوجبة الواحدة. وكانت الحلي والمخرمات تقابل بالتجهم. وسجنت امرأة، لأنها صففت شعرها إلى ارتفاع يتنافى مع الأدب (٣٤). واقتصرت الحفلات المسرحية على التمثيليات الدينية ثم منعت هذه أيضاً. وكان الأطفال لا يسمون بأسماء القديسين - الواردة في التقويم الكاثوليكي، ولكن فضل أن يطلق عليهم أسماء شخصيات، ذكرت في العهد القديم، واشتغل والد عنيد أربعة أيام في السجن، لأنه أصر على تسمية ابنه كلود بدلاً من أبراهام (٣٥). وفرضت الرقابة على المطبوعات، طبقاً لسوابق كاثوليكية وعلمانية، وتوسع فيها (١٥٦٠): فقد حظر تداول كتب تتناول عقيدة دينية خاطئة، أولها نزعة تتنافى مع الخلق القويم، وقدر لمقالات مونتاتي وكتاب "أميل" لروسو أن تقع تحت طائلة هذا الحظر. وكان الحديث عن كالفن أو رجال الدين بازدراء يعد جريمة (٣٦)، وأول مخالفة لهذه القوانين كانت تعاقب بالزجر، أما المخالفة التالية فكانت تعاقب بالغرامات، والإصرار على المخالفة بالسجن أو النفي. أما الفسق فكان مرتكبه يعاقب بالنفي أو بالموت غرقاً، ومَن يرتكب جريمة الزنا أو الكفر أو عبادة الأوثان يعاقب بالإعدام وفي مثل خارج على القياس قطعت رأس طفل، لأنه ضرب والديه (٣٧). وفي عامي ١٥٥٨ - ٥٩ رفعت ٤١٤ دعوى بسبب جرائم أخلاقية، وبين عامي ١٥٤٢ و ١٥٥٦ أقصي عن البلاد ستة وسبعين شخصاً، ونفذ حكم الإعدام في ثمانية وخمسين، وكان التعداد الكلي لسكان مدينة جنيف وقتذاك حوالي ٢٠. ٠٠٠ نسمة (٣٨). وكثيراً ما استخدم التعذيب وسيلة للحصول على اعترافات أو دليل، كما كان يحدث في كل مكان في القرن السادس عشر.