الديني. وكان كايليوس يسكوندوس كوريو يلقي تعاليمه في لوزان وبازيل وقد صدم كالفن عندما أعلن أن الناجين - وفيهم كثير من الوثنيين - سوف يفوقون عدد المعذبين في نار جهنم بكثير. أما لايليوس سوكينوس، وهو ابن أحد كبار فقهاء القانون الإيطاليين، واستقر في زيورخ فقد درس اليونانية والعربية والعبرية لكي يفهم الكتاب المقدس على أحسن وجه، وتعلم كثيراً جداً، وفقد إيمانه بالثالوث الأقدس والجبر والخطيئة الأصلية والتكفير.
وأعرب عن شكه لكالفن الذي رد عليه بقدر الإمكان. ووافق سوكينوس على أن يتجنب التعبير علناً عن شكوكه ولكنه تكلم فيما بعد معارضاً تنفيذ حكم الإعدام في سرفيتوس، وكان من بين القليلين الذين وقفوا يدافعون عن التسامح الديني في ذلك العصر المحموم.
وفي دولة يمتزج فيها الدين والحكومة في مزيج مسكر، كان من الطبيعي أن تكون أشد المعارك التي خاضها كالفن هي معاركه الوطنيين والمتحررين والذين أقصوه مرة عن البلاد والذين أسفوا الآن لعودته. فقد استاء الوطنيون من أصله الفرنسي ومن أنصاره وكرهوا لاهوته ولقبوه بقابيل، وأطلقوا على كلابهم اسم كالفن، وسبوه في الطرقات، ولعلهم هم الذين أطلقوا في إحدى الليالي خمسين طلقة نارية خارج بيته. وبشر المتحررون بعقيدة تقول بوحدة الوجود، وتخلوا عن ذكر الشياطين أو الملائكة أو جنة عدن أو التكفير أو الكتاب المقدس أو البابا. واستقبلتهم مارجريت ملكة نافار وأيدتهم في بلاطها بنيراك، ولامت كالفن على قسوته معهم.
وفي يوم ٢٧ يونيه عام ١٥٤٧ وجد كالفن إعلاناً كبيراً ملصوقاً على منبره وجاء فيه: منافق كبير إنك لن تجني أنت ورفقاؤك بآلامك إلا النذر اليسير وإذا لم تنجوا بحياتكم بالهرب فلم يحول أحد دون القضاء عليكم، ولسوف تلعن الساعة التي تركت فيها ديرك … إن الناس ينتقمون لأنفسهم بعد أن عانوا طويلاً … إحذر فلن تعامل مثل السيد فيرل (الذي كان قد قتل) … لم يكون لنا سادة كثيرون إلى هذا الحد (٥٥) …