وقبض على جاك جريه، وهو أحد كبار المتحررين، إذ اشتبه في أنه كتب الإعلان ولم يقدم أي دليل. وادعى بعضهم أنه قبل ذلك ببضعة أيام تفوه بتهديدات ضد كالفن، ووجد في حجرته أوراق قيل أنها بخط يده، يصف فيها كالفن بأنه منافق متعجرف وطموح ويسخر فيها من أن الكتب المقدسة وهي من عند الله ومن خلود الروح. وعذب مرتين كل يوم لمدة ثلاثين يوماً إلى أن اعترف - ولا ندري مدى ما في اعترافه عن صدق - بأنه كان قد ثبت الإعلان الكبير وتآمر مع العملاء الفرنسيين ضد كالفن ومدينة جنيف. وفي يوم ٢٦ يوليو ربط إلى خازوق، وهو نصف ميت، وسمرت قدماه فيه وقطع رأسه (٥٦).
وازدادت حدة التوتر إلى أن جاء الوطنيون والمتحررون يوم ١٦ ديسمبر عام ١٥٤٧ وهم مسلحون وحضروا اجتماعاً للمجلس الكبير وطالبوا بوضع حد لسلطة مجمع الكرادلة على المواطنين، وفي ذروة هرج عنيف دخل كالفن إلى الحجرة وواجه الزعماء المعادين له وقال وهو يدق على صدره:"إذا كنتم تريدون سفك دمي فمازالت هنا بضع قطرات فهيا اضربوا" وسحبت السيوف ولكن أحداً لم يجسر على أن يكون القاتل الأول. وخاطب كالفن الجمع بحلم نادر وأخيراً أقنع كل الأطراف بعقد هدنة. ومع ذلك فقد اهتزت ثقته بنفسه.
وكتب يوم ١٧ ديسمبر إلى فيريه يقول:"إن أملي ضعيف في أن تستطيع الكنيسة أن تجد لها عضداً أكثر من هذا، على الأقل من رجالي الذين يقومون بالخدمة الدينية. صدقني إن سلطاني يتحطم، اللهم إلا إذا مد الله إلي يده". وكان المعارضة انقسمت شيعاً وأحزاباً وهدأت إلى أن أتاحت لها محكمة سرفيتوس فرصة أخرى.