له في المبارزات التي شغف بها. وكان شاباً وسيماً مرحاً أنيساً شجاعاً، يواجه الأخطار بصدر رجب وكأنه رولان أو أماديس، وعندما أفلت خنزير بري من قفصه، وانطلق يعيث فساداً في فناء قصر فرانسيس، واجه الأمير الوحش، وذبحه في بطوله رائعة، في الوقت الذي فر فيه الآخرون لا يلوون على شيء.
وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره (١٥٠٦) خطبوا له كلود أميرة فرنسا، ابنة لويس الثاني عشر، البالغة من العمر سبع سنوات. وكانت موعودة بأن تكون خطيبة للصبي الذي قدر له أن يصبح الإمبراطور شارل الخامس، إلا أن الخطبة فسخت لكي تتجنب فرنسا الوقوع في براثن أسبانيا، وكان هذا موضوعاً واحداً من مئات موضوعات الاستفزاز التي حفزت إلى الصراع بين بيتي هابسبورج وفالوا من الفتوة إلى الموت. وعندما بلغ فرانسيس الرابعة عشرة من عمره، أمر بأن يهجر والدته وأن ينضم إلى لويس في شينون، وتزوج كلود عندما بلغ العشرين، وكانت فتات بدينة بليدة عرجاء، ولوداً صالحة، وأنجبت منه أطفالاً في أعوام ١٥١٥، ١٥١٦، ١٥١٨، ١٥٢٠، ١٥٢٢، ١٥٢٣ وماتت عام ١٥٢٤.
وفي غضون ذلك أصبح ملكاً (أول يناير عام ١٥١٥)، وغمرت السعادة قلوب الجميع، وعلى رأسهم أمه التي أنعم عليها بدوقيتي أنجوليم وأنجو، وكونتيتي ماين وبوفور، وبارونية أمبواز. بيد أنه لم يكن أقل كرماً مع الآخرين - النبلاء والفنانين والشعراء والوصفاء العشيقات. وكان صوته المرح ودماثته وهدوء طبعه وحيويته المتدفقة وجاذبيته، وجمعه بين سمات الفروسية ومزايا عصر النهضة كل ذلك جعله أثيراً لدى أبنا جلدته، بل وحاشيته. واغتبطت فرنسا وعلقت عليه آمالاً عريضة. كما حدث في إنجلترا إبان تلك السنوات التي حكم فيها هنري الثامن، وفي الإمبراطوريّة إبان عهد شارل الخامس، وبدا العالم فتياً من جديد منتعشا