بشباب الملك، وصمم فرانسيس، وكان في تصميمه أقوى من ليو العاشر، على أن ينعم بعرشه.
ترى ماذا كان في الواقع ذلك الرجل الذي يجمع بين صفات آرثر ولانسلوت؟ إنه كان رائع التكوين من الناحية البدنية، لو لم يكن أنفه كبيراً على ذلك النحو. وقد أطلق عليه بعض معاصريه الذين يفتقرون إلى الاحترام لقب "الملك الأنف الكبير". وكان فارع القامة، طوله ست أقدام، عريض المنكبين، خفيف الحركة قوي البنية. وكان في وسعه أن يجري ويقفز، ويصارع ويبارز أمهر الخصوم، وكان يستطيع أن يستعمل سيفاً بمقبضين أو رمحاً ثقيلاً. وكانت لحيته الخفيفة وشاربه الرفيع لا يخفيان شبابه، فقد كان في الحادية والعشرين عندما توج ملكاً. وكانت عيناه الضيقتان تنمان على التيقظ وخفة الروح، وإن كانتا لا تدلان على الدهاء أو العمق. وإذا كان أنفه يدل على الفحولة، فإنه كان يطابق شهرته. وقد كتب برانتوم، الذي لا يعد كتابه "نسوة عاشقات" مصنفاً تاريخياً، في ذلك الوقت يقول:"لقد عشق الملك فرانسس الكثيرات، وأحب الكثيرات إلى حد الافراط، ولما كان شاباً فتياً حراً فقد كان يحتضن الواحدة حيناً، والأخرى أحياناً بلا اكتراث … ومن أجل ذلك أصيب بمرض الجدري الذي عجل بنهايته"(١). ويروى أن أم الملك قالت إنه لقي جزاءه حيث اقترف خطيئته (١). وربما بالغ التاريخ في تنوع غرامياته. ومهما كان عددها، فإنه ظل وفياً مخلصاً في الظاهر أولاً لفرانسواز دي فوا، كونتيسة دي شاتوبريان، ثم لآن دي بسليو التي أنعم عليها بلقب دوقة ديتامت، وذلك من عام ١٥٢٦ إلى أن قضى نحبه. ونشرت عنه
(١) ومما هو أقرب إلى الأسطورة، قصة المحامي الذي وقع الاختيار على زوجته لابل فرويينر (بياعة الأدوات الحديدية الجميلة) للمخدع الملكي، فما كان منه إلا أن أصاب نفسه بعدوى المرض فنقل إليها مرض الزهري حتى تصيب به الملك.