أن يمر أمامها موكب لتقديم البخور. وقطعت يده اليمنى واجتث أنفه، وانتزعت حلمتا ثدييه بملقط، وربط رأسه بشريط من الحديد المحمى إلى درجة الاحمرار. وأحرق حياً (١٥٢٦)(٣٩). وأرسل عدد كبير من المتطرفين الآخرين إلى المحرقة في باريس بتهمة "التجديف" أو لإنكارهم ما للعذراء والقديسين من تفويض في الشفاعة (١٥٢٦ - ٢٧).
وكان شعب فرنسا يؤيد بوجه عام عمليات الإعدام هذه (٤٠) وكان يحب عقيدته الدينية ويرى أنها وحي من لدن الله ومن قوله، ويمقت الهراطقة لأنهم يسلبون من الفقراء أعظم عزاء عندهم ولم يظهر في فرنسا رجل مثل لوثر. يثير الطبقة الوسطى ضد طغيان البابا، فقد كانت الاتفاقية البابوية تمنع استغاثة مثل هذه ولم يكن كالفن قد وصل بعد إلى الشهرة الجنيفية التي تتيح له أن يبعث بدعوته الصارمة للإصلاح. ووجد الثائرون بعض التأييد بين طبقة الأرستقراطية بيد أن السادة والسيدات كانوا قليلي الاهتمام إلى درجة أنهم لم يتشبثوا بالأفكار الجديدة إلى الحد الذي يخل بعقيدة الشعب أو يقض مضاجع الحاشية، وقد تسامح فرانسيس نفسه مع الدعاية اللوثرية ما دامت غير منطوية على أي تهديد بقيام فتنة اجتماعية أو سياسية، وكانت له بدوره شكوكه الخاصة - في سلطات البابا وبيع صكوك الغفران ووجود المطهر (٤١)، ولعله رأى أن يستخدم تسامحه مع البروتستانتية سلاحاً يشهره ضد بابا يميل كثيراً إلى الانحياز لشارل الخامس. وكان يعجب بأرازموس وسعى إليه لتعيينه في الكلية الملكية الجديدة، وكان يؤمن معه بتشجيع التعليم والإصلاح الكهنوتي - ولكن بخطوات لا تقسم الشعب إلى نصفين متحاربين أو تضعف تأثير الخدمات التي تقدمها الكنيسة لتهذيب أخلاق الأفراد والنظام الاجتماعي (٤٢). وكتبت مرجريت إلى بريسونيه عام ١٥٢١ تقول:"إن الملك والسيدة (لويز أميرة سافوي) على أهبة الآن أكثر من أي وقت مضى لإصلاح الكنيسة (٤٣")، وعندما قبضت