بروفالس، ويأخذ إكس ويضرب حصاراً على مرسيليا، ولكن حملته كانت تفتقر إلى المؤن وقوبلت بمقاومة عنيفة غير متوقعة وانهارت فتراجع إلى إيطاليا (سبتمبر سنة ١٥٢٤).
ورأى فرانسيس أن من الحكمة أن يطارده، ويستولي من جديد على ميلان وأشار عليه بونيفيه، وهو أحمق حتى النهاية، بأن يستولي أولاً على بافيا ثم بنقض على ميلان من الجنوب، فوافق الملك وضرب عليها الحصار (٢٦ أغسطس سنة ١٥٢٤)، ولكن الدفاع هناك أيضاً كان أقوى من الهجوم، وظل الجيش الفرنسي محجوزاً عند الخليج أربعة اشهر، وفي غضونها جمع بوربون وشارل أمير لانوي (نائب الملك في نابلي) والمركيز دي بسكارا (زوج فتوريا كولونا) جيشاً جديداً قوامه ٢٧. ٠٠٠ رجل. وفجأة ظهرت هذه القوة خلف الفرنسيين. وفي اليوم نفسه (٢٤ فبراير سنة ١٥٢٥) وجد فرانسيس قواته يهاجمها هذا الحشد غير المتوقع من جانب، وقوات المحاصرين في بافيا من جانب آخر. وحارب كالعادة في طليعة المشتبكين، وقتل بسيفه الكثيرين من الأعداء، حتى ظن أن النصر قد تحقق، ولكنه ضحى بقيادته العسكرية في سبيل إظهار شجاعته، وكانت قواته موزعة توزيعاً سيئاً، ومشاته يسيرون بين مدفعيته والعدو، وبهذا جعلوا المدفعية الفرنسية المتفوقة عديمة الجدوى. وتفشى الاضطراب في صفوف الفرنسيين، وفر دوق النسون، وسحب معه حرس المؤخرة، وصاح فرانسيس في جيشه الذي دبت فيه الفوضى أن يسير وراءه إلى ساحة القتال، ولكن لم يرافقه إلا أعظم نبلائه شهامة. وأعقب هذا مذبحة في الفرسان الفرنسيين، وأصيب فرانسيس بجروح في وجهه وذراعيه وساقيه، ولكنه ظل يضرب بلا كلل، وتهاوى فرسه تحته ومع ذلك ظل يقاتل. وسقط فرسانه المخلصون واحداً إثر الآخر إلى أن ترك وحيداً، وأحدق به جنود الأعداء، وكان على وشك أن يلقى مصرعه، عندما تعرف عليه