للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولويز عام ١٥٣١ - أخذ الملكان يعدان العدة لاستئناف الحرب بينهما.

وتلفت فرانسيس حوله في كل مكان يطلب العون، فأرسل إلى هنري الثامن مبلغاً من المال للتهدئة لأنه تجاهله تقريباً في تسوية كامبراي، وتعهد هنري، وقد أغضبه شارل لمعارضته في "طلاقه"، بتأييد فرنسا. وفي عام أو نحوه تفاوض فرانسيس للدخول في أحلاف مع الأمراء البروتستانت الألمان ومع الأتراك ومع البابا. ومهما يكن من أمر فإن الحبر الأعظم المتذبذب سرعان ما عقد صلحاً مع شارل وتوجه إمبراطوراً (١٥٣٠) - هو آخر تتويج لإمبراطور في الإمبراطوريّة الرومانية المقدسة قام به بابا. ثم ارتاع كليمنت من ملك كان في الواقع قد حول إيطاليا إلى مقاطعة في ملكه، فسعى إلى عقد رابطة جديدة مع فرنسا بعرضه زواج ابنه أخيه كاترين دي مديتشي من ابن فرانسيس، هنري دوق أورليان، والتقى الملك والبابا في مارسيليا (٢٨ أكتوبر سنة ١٥٣٣)، وقام البابا بنفسه بمراسيم الزواج ذي المغزى التاريخي. ومات كليمنت بعد عام، ولم يكن قد استقر رأيه بعد على أي شيء.

وكان الإمبراطور، الذي شاخ وهو في الخامسة والثلاثين، يحمل أعباءه الملقاة على عاتقه في عزم واهن. وذعر عندما علم- من كلمة وزير السلطان إلى فرديناند ملك النمسا- أن حصار الأتراك لفيينا عام ١٥٢٩، إنما تم استجابة لاستغاثة فرانسيس ولويز وكليمنت السابع لمساعدتهم ضد الإمبراطوريّة التي كانت تطوقهم (٦٠). وفضلاً عن هذا فإن فرانسيس تحالف مع الزعيم التونسي خير الدين بارباروسا الذي كان يكدر صفو التجار المسيحيين في غربي البحر الأبيض المتوسط، ويغير على المُدن الساحلية ويسوق الأسرى من المسيحيين إلى أسواق النخاسة. وحشد شارل جيشاً آخر وأسطولاً ثانياً وعبر البحر إلى تونس (١٥٣٥)، واستولى عليها،