للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المال ولا يستطيع أن يقدم الطعام لرجاله. وكان بولس الثالث يتلهف على إطلاق يد شارل للقيام بهجوم على الأتراك أو اللوثريين فأقنع العملاق المشلول بالاتقاء معه- في حجرات منفصلة تثير الحماسة ت بمدينة نيس وتوقيع هدنة لمدة عشر سنوات (١٧ يونيه ١٥٣٨). وبعد شهر قامت اليونورا، وهي زوجة أحدهما، وشقيقة الآخر، بتدبير لقاء شخصي بين الملك والإمبراطور في إيجسمورت. وهناك نسيا أنهما ملكان وأصبحا إنسانين، وركع شارل يحتضن أصغر أولاد الملك، وأعطاه فرانسيس ماسة ثمينة مركبة علة خاتم نقشت عليه عبارة: "شاهد ورمز للحب"، وخلع شارل من جيده طوق الجزة الذهبية، وانطلقا معاً لسماع القداس، وابتهج أهل المدينة لشيوع السلام وهتفوا: "الامبراطور! الملك"، وعندما ثارت غنت ضد شارل (١٥٣٩) وانضمت إلى بروجس وإيبرس في عرض نفسها على فرانسيس، قاوم الملك الإغراء، وعندما وجد شارل، في أسبانيا أن سفن المتمردين أو خشية الإبحار تسد الطرق البحرية، أجاب فرانسيس طلبه المرور في فرنسا. وأشار على الملك مشيروه بأن يكره الإمبراطور وهو في الطريق، على توقيع تنازل عن ميلان للدوق أورليان، ولكن فرانسيس رفض وقال: "عندما تقوم بشيء كريم يجب أن تفعله كاملاً وبجرأة". ووجد مهرج البلاط يكتب في "يوميات مهرج" اسم شارل الخامس، لأنه كما قال تريبوييه أنه يكون أشد بلاهة مني لو أتى ليمر من خلال فرنسا" فساله الملك: "وماذا تقول إذا تركته يمر؟ " فقال: "سوف أمحو اسمه وأدون اسمك مكانه" (٦١). وترك فرانسيس، شارل يمر دون أن يعوقه أحد وأمر كل مدينة في الطريق أن تستقبل الإمبراطور بما يستحق من تكريم ملكي واحتفالات.

وانتهت الصداقة المقلقلة عندما أسر الجنود الأسبان بالقرب من بافيا المبعوثين الفرنسيين وهم يحملون عروضاً جديدة من فرانسيس إلى سليمان