للتحالف معه (يوليو سنة ١٥٤١). وفي هذه الفترة كان بارباروسا يغير مرة أخرى على المُدن الساحلية في إيطاليا. وسافر شارل بحراً من مالوركا مع أرمادا (١) أخرى للقضاء عليه، ولكن الأسطول واجه عواصف شديدة أجبرته على العودة خاوي الوفاض إلى أسبانيا. وكان حظ الإمبراطور في هبوط، فقد ماتت زوجته الشابة (١٦٣٩) التي كان قد تعلم أن يحبها وكانت صحته تتدهور، وأعلن فرانسيس الحرب عليه عام ١٥٤٢ بسبب ميلان، وكان حلفاء الملك وقتذاك السويد والدانمارك وجلدرلاند وكليف وسكوتلندة والأتراك والبابا، ولم يؤيد شارل إلا هنري الثامن في مقابل ثمن ما، ورفض المجلس التشريعي الإسباني الموافقة على إعانات مالية إضافية من أجل الحرب، وانضم الأسطول التركي إلى الأسطول الفرنسي في ضرب الحصار على نيس، وكانت وقتذاك أرضاً تابعة للإمبراطور (١٥٤٣)، وفشل الحصار، إلا أن بارباروسا وجنوده المسلمين سمح لهم بقضاء الشتاء في طولون حيث باعوا علناً عبيداً من المسيحيين (٦٢). واسترد الإمبراطور في صبر زمام الموقف فوجد وسيلة لإصلاح ذات البين مع البابا، وكسب إلى صفه فيليب الهسي بالتغاضي عن زواجه من اثنتين، وهاجم دوق كليف وتغلب عليه، ووثق صلته بحلفائه الإنجليز وواجه فرنسا بقوة عظيمة جداً حملت فرانسيس على الانسحاب والتسليم له بأمجاد الحملة (أكتوبر سنة ١٥٤٣).
ورحب شارل مرة أخرى، بعد أن وجد أنه فقير جداً إلى حد لا يستطيع معه أن يزود جيشه بالميرة، بعرض للسلام ووقع مع فرانسيس معاهدو كريبي (١٨ سبتمبر سنة ١٥٤٤). وتخلى الملك عن مطالبه في الفلاندرز وارتوا ونابلي ولم يعد شارل يطالب ببورغندا، وسوف تتزوج أميرة، من آل هايسبورج، من أمير فرنسي، وتقدم إليه ميلان صداقاً لها. (كان يمكن تدبير معظم ذلك سلمياً عام ١٥٢٥).