الفرنسيين كانوا ربع عدد السكان (٧١) تقريباً في ذلك العام. ويقول مؤرخ كاثوليكي: إن أصل المروق في روما - فساد رجال الكنيسة - لم يستأصل، بل إنه قوى بفضل الاتفاقية البابوية بين ليو العاشر وفرانسيس الأول (٧٢). وكانت البروتستانتية في الطبقتين الوسطى والدنيا إلى حد ما، احتجاجاً ضد حكومة كاثوليكية كبحت جماح الاستقلال الذاتي للبلدية، وفرضت ضرائب لا تحتمل، وبددت الدخول، وأزهقت الأرواح في الحرب. وكان النبلاء الذين جردهم الملوك من سلطانهم السابق ينظرون بعين الحسد إلى الأمراء اللوثريين الذين انتصروا على شارل الخامس، وربما أمكن استعادة إقطاع مماثل في فرنسا بإعلان استياء العامة من الناس على نطاق واسع من مظالم الكنيسة والحكومة. والحق أن نبلاء بارزين مثل جاسبار دي كوليني وشقيقه الأصغر فرانسوا دنديلو والأمير لويس دي كونديه وشقيقه انطوان دي بوربون قد شاركوا بجهد فعال في تنظيم ثورة البروتستانت.
وتبنت البروتستانتية الغالية في لاهوتها آراء كالفن في كتابه "النظم"، فقد كان مؤلفه فرنسياً ولغته فرنسية واستهوى منطقه العقلية الفرنسية؛ وكاد لوثر أن ينسى في فرنسا عام ١٥٥٠، والحق أن اسم هوجنوت بالذات ورد من زيورخ عن طريق جنيف إلى بروفانس، وفي مايو عام ١٥٥٩ شعر البروتستانت بأنهم أصبحوا من القوة إلى حد يمكنهم من إرسال مندوبين إلى أول مجمع مقدس عام لهم عقد سراً في باريس. وما أن حل عام ١٥٦١ حتى كان هناك ٢. ٠٠٠ كنيسة أخذت بأسباب الإصلاح الديني أو كالفينية في فرنسا (٧٣).
وشرع هنري الثاني في سحق الهرطقة. ونظم المجلس النيابي لباريس، بناء على تعليماته، لجنة خاصة (١٥٤٩) لقمع الخروج على الرأي، وأرسل من أدينوا إلى المحرقة، وأطلق على المحكمة الجديدة اسم "الغرفة المتأججة"، وقضى