مرسوم شاتوبريان (١٥٥١) بأن طبع أو بيع أو حيازة كتب الهرطقة يعد جريمة عظمى، وأن الإصرار على الآراء البروتستانتية يعاقب عليها بالإعدام، ونص على أن يتسلم المبلغون ثلث أموال المحكوم عليهم. وكان عليهم أن يبلغوا المجلس النيابي عن أي قاض يعامل الهراطقة باللين، ولم يكن في وسع أي رجل أن يعين قاضياً إلا إذا كانت عقيدته المحافظة لا يرقى إليها شك. وفي خلال ثلاث سنوات أرسلت "الغرفة المتأججة" ستين بروتستانتياً إلى الموت حرقاً. وعرض هنري على البابا بولس الرابع إقامة محكمة للتفتيش في فرنسا طبقاً للنموذج الروماني الجديد، ولكن المجلس النيابي اعترض على السماح لسلطة أخرى بأن تحل محل سلطته؛ واقترح أحد أعضائه، آن دي بورج في جرأة أن تتوقف كل مطاردة للهرطقة حتى يستكمل مجلس ترنت تعريفاته للعقيدة المحافظة. فأمر هنري بالقبض عليه وأقسم أن يراه وهو يحرق، إلا أن القدر اختلس من الملك هذا المشهد.
وفي غضون ذلك كان قد أغرى بتجديد الحرب ضد الإمبراطور فإنه، لم يستطع قط أن يصفح عن سجن أبيه وشقيقه وسجنه هو نفسه أمداً طويلاً. وكان يكره شارل بقدر حبه لديان. وعندما أعلن الأمراء اللوثريون مقاومتهم الحاسمة للإمبراطور من أجل المسيح والإقطاع سعوا إلى التحالف مع هنري ودعوه للاستيلاء على اللورين، فوافق على هذا في معاهدة شامبور (١٥٥٢). وقام بحملة سريعة أدارها بكفاءة واستولى بعد عناء قليل على تول ونانسي ومتز وفردون. وكان شارل أكثر استعداداً للتسليم بالنصر للبروتستانتية في ألمانيا منه للتسليم به لآل فالوا في فرنسا، فوقع معاهدة صلح ذليلة مع الأمراء في باسوا، وهرع لضرب الحصار على الفرنسيين في متز. وأقام فرانسيس، دوق دي جيز شهرته هناك على ما أبداه من مهارة وعناد في الدفاع. واستمر الحصار من ١٩ أكتوبر إلى ٢٦ ديسمبر سنة ١٥٥٢، ثم سحب شارل جنوده الذين خارت قواهم وهو شاحب الوجه، زائغ البصر