ولم تستطع آن أن تعرف أنها ستموت أيضاً في خلال خمسة شهور، ولكنها أدركت أنها خسرت الملك، فقد أدى طبعها الحاد وسورات غضبها المتسمة بالصلف، ومطالبها التي تبعث على الضجر، إلى إنهاك هنري الذي رأى أن لسانها السليط يتناقض مع رقة كاثرين (٦٥). وفي اليوم الذي دفنت فيه كاثرين ولدت آن طفلاً ميتاً. وبدأ هنري الذي كان لا يزال يتلهف على ولد يفكر في طلاق آخر - أو في بطلان الزواج كما سوف يفعل، وروي عنه أنه قال إن زواجه الثاني تم تحت إغراء السحر، ومن ثم فإنه باطل (٦٦). وبدأ من أكتوبر سنة ١٥٣٥ يولي اهتماماً خاصاً بإحدى وصيفات آن وهي جين سيمور. وعندما أنبته آن أمرها بأن تتحمله في صبر، كما فعل مَن هن أفضل منها (٦٧)، ولعله انتهج حيلاً قديمة عندما اتهمها بالخيانة. إذ يبدو إنه مما لا يصدق أن تخاطر حتى امرأة نزقة بعرشها بلحظة تبذل، ولكن يبدو أن الملك كان قد آمن في إخلاص بأنها مذنبة. وأشار إلى الشائعات الدائرة عن غرامياتها التي وصلت إلى مجلسه، فاستقصي الأمر وأبلغ الملك أنها اقترفت الزنا مع خمسة أعضاء من البلاط، هم سير وليام بريتون، وسير هنري نوريس، وسير فرانسيس وستون، ومارك سمينون، وأخيها اللورد روشوورد، وأرسل الرجال الخمسة إلى البرج وتبعتهم آن في اليوم الثاني من مايو سن ١٥٣٦.
وكتب لها هنري يعللها بالآمال في الصفح عنها والرفق بها إذا كانت صادقة معه. فردت بأنها ليس لديها ما تعترف به. وزعم خدمها في السجن أنها أقرت بأنها تلقت عرضين بتبادل الحب مع نوريس ووستون، بيد أنها ادعت أنها صدمتهما. وفي يوم ١١ مايو وبعد أن طلب من هيئة المحلفين الكبرى في مدلسكس أن تقوم بتحقيق محلي في الجرائم التي يقال إن الملكة قد ارتكبتها في تلك البلاد، أبلغت أنها وجدتها مذنبة لاقترافها الزنا مع جميع الرجال الخمسة المتهمين، وقدمت أسماء وتواريخ معينة (٦٨). وفي