للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتجدد للحصول على ولد، وفي اليوم التالي خطب هنري، جين سيمور سراً، وتزوجا يوم ٣٠ مايو ١٥٣٦، ونودي بها ملكة يوم ٤ يونيه. وكانت سليلة أسرة ملكية، إذ أنها تنحدر من ادوارد الثالث، وكانت لها صلة قرابة من الدرجة الثالثة أو الرابعة بهنري، مما دعا إلى الحصول على محلل آخر من كرانمر المطيع. ولم تكن تتمتع بجمال خاص، بيد أنها أثرت في الجميع بذكائها ورقتها بل وتواضعها، ووصفها الكاردينال بول خصم هنري اللدود بأنها: "ممتلئة بالطيبة"، ولم تشجع محاولات الملك التقرب بها إبان حياة آن، ورفضت قبول هداياه، وأعادت رسائله دون أن تفتحها، وطلبت منه ألا يحدثها إلا في حضور آخرين (٧١).

وكان أول عمل تم بعد الزواج هو القيام بالتوفيق بين هنري وماري. وقام هنري به بطريقته الخاصة فأمر كرومويل بأن يبعث لها برسالة عنوانها: "إعتراف لادي ماي". وهي تعترف بالملك رئيساً أعلى للكنيسة في إنجلترا وتنكر "سلطة أسقف روما المزعومة"، وتعترف أن زواج هنري بكاثرين "من قبيل سفاح القربى وغير شرعي". وطلب من ماري أن توقع باسمها على كل جملة، ووقعت ولم تصفح عن نفسها قط. وبعد ثلاثة أسابيع أقبل الملك والملكة لرؤيتها وقدما إليها هدايا و ١٠٠٠ كراون، وأطلق عليها مرة أخرى لقب أميرة، وفي يوم عيد الميلاد لعام ١٥٣٦ استقبلت في البلاط، وهناك لابد أن شيئاً طيباً كان في هنري وفي "ماري الدموية" - لأنها كادت تتعلم في السنوات الأخيرة أن تحبه.

وعندما اجتمع المجلس النيابي مرة أخرى (١٨ يونيه سنة ١٥٣٦) أصدر بناء على طلب الملك قانوناً جديداً بوراثة العرش وبمقتضاه أعلن أن اليزابث وماري على السواء بنتان غير شرعيتين، وتقرر أن يقتصر التاج على الذرية المتوقع أن تنجبها جين سيمور.