للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قسيس يعظ الناس بأي شيء سوى "كلمة الله" - أي الكتاب المقدس - يكون لصاً. وأحرق كل هؤلاء الرجال تنفيذاً لأوامر أصدرها الأسقف الأنجليكاني، في مرج أمام القصر الملكي في وندسور. وانزعج الملك لأنه وجد أن الدليل الذي قدمه شاهد في هذه القضايا كان قسماً زوراً، وأرسل الجاني الأثيم إلى سجن البرج (٤٧). وفي عام ١٥٤٦ أدان جاردنر أربعة آخرين، وأرسلهم إلى المحرقة لإنكارهم وجود المسيح حقاً في القربان المقدس. وكانت إحداهم امرأة شابة تدعى آن أسكيو تشبثت بهرطقتها طوال خمس ساعات من الاستجواب وقالت في محاكمتها: "إن ما تسمونه ربكم قطعة من الخبز، والدليل على ذلك أنكم لو تركتموها في صندوق لمدة ثلاثة شهور لتعفنت". وعذبت حتى أشرفت على الموت لكي تكشف عن أسماء هراطقة آخرين، وظلت صامتة لم تنبس ببنت شفة، وهي تتوجع، وسارت إلى حتفها وهي تقول: "إنني سعيدة كواحدة كتب عليها أن تتجه للسماء (٤٨) ". ولم يكن للملك دور فعال في هذه المطاردات غير أن الضحايا استغاثوا به دون جدوى.

واشتبك عام ١٥٤٣ في حرب مع أسكتلندة و"أخيه المحبوب" فرانسيس الأول، وسرعان ما وجد نفسه متحالفاً مع عدوه القديم شارل الخامس، ولكي يمول حملاته طالب رعاياه بتقديم "قروض" جديدة، وامتنع عن سداد قروض عام ١٥٤٢ وصادر الهبات للجامعات (٤٩). وحمل إلى ميدان القتال ليشترك فيها شخصياً وأشرف على حصار بولونيا والاستيلاء عليها. وغزت جيوشه أسكتلنده، وهدمت أديار ملروز ودرايبورج وخمسة أديار أخرى، ولكنها هزمت هزيمة منكرة في انكرم مور (١٥٤٥)، وأبرم اتفاق فيه فائدة مع فرنسا (١٥٤٦)، واستطاع الملك أن يموت في سلام.

وكان وقتذاك ضعيفاً واهناً إلى حد أن الأسر النبيلة أخذت تتنازع