للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأجور عيناً (٣٤)، ولكنها لم تجد في حاشيتها رجالاً يملكون القوة والكمال اللازمين لإنجاز إرادتها الطيبة، وتغلبت القوانين الاقتصادية على أهدافها.

بل إنها قوبلت بعقبات اقتصادية قاسية حتى في أمور الدين. ولم تكن هناك أسرة لها نفوذ في إنجلترا لا تحتفظ بأملاك انتزعتها من الكنيسة (٣٥)، وعارضت هذه الأسر بالطبع أي عودة للعقيدة الرومانية. وكان البروتستانت أقلية من حيث العدد وأقوياء بفضل ما لديهم من مال، وكانوا بذلك في موقف يسمح لهم بأن يهيئوا في أية لحظة أسباب الثورة التي تضع إليزابث البروتستانتية على العرش.

وكانت ماري تتلهف على إعادة حق الكثالكة في العبادة طبقاً لشعيرتهم، ومع ذلك فإن الإمبراطور الذي ظل يحارب البروتستانتية اثنين وثلاثين عاماً حذرها وطلب منها أن تتحرك ببطيء، وأن تقنع بترديد القداس سراً لنفسها وفي محيطها المباشر. ولكن شعورها نحو دينها كان عميقاً ولا تستطيع أن تكون سياسية فيما يتصل به. وتعجب الجيل الذي ينزع إلى الشك الذي نشأ في لندن من كثرة صلواتها وحرارتها، ولعل السفير الإسباني اعتقد أنها تطلب أمراً إدّا عندما سألته أن يركع بجوارها ويطلب الهداية من الله. وشعرت بأن لها رسالة مقدسة تستعيد بها العقيدة التي أصبحت عزيزة عليها لأنها قاسم من أجلها. وبعثت برسول إلى البابا تطلب منه أن يرفع التحريم الذي فرضه على إقامة الصلوات بإنجلترا، ولكن عندما أبدى الكاردينال بول رغبته في الحضور إلى إنجلترا قاصداً رسولياً، اتفقت مع شارل على أن الوقت لم يحن بعد للقيام بهذه الحركة الجريئة.

ولم يكن المجلس النيابي الذي اجتمع في ٥ أكتوبر سنة ١٥٥٣ مجدياً بالمرة. فقد وافق على إلغاء كل تشريع يتعلق بالدين، صدر في عهد إدوارد، وخفض العقوبات المنصوص عليها في قوانين هنري الثامن وإدوارد السادس إلى ما كانت عليه من قبل. وأبلغ الملكة في تلطف أن "عدم شرعية