إنجلترا بالوبال عزت الفشل إلى غضب الله عليها لترفقها بالهرطقة وتشددت قطعاً بعد ذلك في الاضطهاد.
وافتتح جاردنر عهد الإرهاب بأن استدعى إلى محكمته الأسقفية ستة من رجال الأكليروس (٢٢ يناير سنة ١٥٥٥) كانوا قد رفضوا قبول العقيدة التي توطدت من جديد (١).
وارتد واحد منهم وأحرق أربعة منهم جون هوبر وأسقف جلوسستر وورسستر الذي أقيل (٤ - ٨ فبراير سنة ١٥٥٥). ويبدو أن جاردنر أصيب بانتكاس في الشعور بعد تنفيذ هذه الأحكام بالإعدام فلم يشترك بعد ذلك في الاضطهاد، وانهارت صحته ومات في نوفمبر من هذا العام واضطلع الأسقف بونر بالمذبحة. ونصح فيليب، وكان لا يزال بإنجلترا، بالاعتدال وعندما أدان بونر ستة، وحكم عليهم بالحرق اعترض سفير الإمبراطور رينار على "هذا التهور البربري (٥٧) " وندد كاهن الاعتراف الخاص لفيليب، وهو أخ أسباني من الرهبان، وهو يعظ أمام الحاشية،
(١) إن المصدر الأساسي لما قامت به ماري من اضطهاد هو كتاب حون فوكس وعنوانه: "في أمور الكنيسة وفي التعليق على مآثرها Rerum iu ecclesia gestarum Commentarll"، (١٥٥٩) الذي ترجم إلى الإنجليزية بعنوان: "أفعال وآثار" (١٥٦٣) ويعرف بغير كلفة باسم "كتاب الشهداء" وأصبح الوصف الواضح لمحاكمات البروتستانت ووفياتهم من المقتنيات الحبيبة عند الأسرة بعد الكتاب المقدس عند المتطهرين (البيوريتان)، وعلى الرغم من أن القساوسة من الآباء اليسوعيين نشروا (١٥٠٣) خمسة مجلدات تهاجم صحة ما ورد فيه فقد كان له أثر قوي في تكون مزاج إنجلترا في عهد اوليفر كرومويل. وقد انتقده الكثيرون من رجال الكنيسة البروتستانت لما فيه من المبالغة والخطأ في النقل والتحامل وعدم العناية بالتفاصيل (٥٥). ويقارن مؤرخ كاثوليكي بينه وبين سير القديسين في القرون الوسطى في مدى ما يمكن الوثوق به مما ورد فيه، ويختم كلامه بقوله إنه على الرغم مما يكتنف الكثير من التفاصيل من شكوك "فليس هناك مَن يشك في أن هذه الأحداث وقعت بالفعل".