وصدق كثيرون ادعاءه وحيوه باعتباره رسولاً من قبل الله، ولذلك فإنه عندما خطب قال سفير إنجلترا:"إنه ينفخ فينا من الحياة أكثر مما يفعله ١٠٠ بوق تضج في آذاننا (٢١) ".
وكانت العقيدة الكالفينية مصدراً من مصادر قوته. لقد قسم الله كل الناس إلى الصفوة والملعونين، وكان نوكس وأنصاره من الصفوة، ومن ثم كتب لهم النصر من الله، وكان خصومهم أشقياء، وسوف تكون جهنم مثواهم عاجلاً أو آجلاً. وكتب يقول:"إننا مقتنعون بأن كل ما يفعله خصومنا عمل شيطاني (٢٢) ". وهؤلاء الخصوم الملعونون من الله لا يستحقون أي حب مسيحي لأنهم أبناء الشيطان لا الرب. وهم لا يطوون جوانحهم على أي خير، ويحسن استئصال شأفتهم تماماً من الأرض. ونعم بتلك "الكراهية الكاملة التي يثيرها الروح القدس في قلوب صفوة الرب ضد أولئك الذين يزدرون تماثيله المقدسة (٢٣) " وفي الصراع مع الأشقياء كانت جميع الوسائل مباحة - الكذب والغدر (٢٤) وتناقضات السياسة (٢٥) المرنة. فالغاية تبرر الوسيلة.
ومع ذلك فإن فلسفة نوكس الأخلاقية في ظاهر أمرها كانت تتعارض تماماً مع فلسفة مكيافيلي. فهو لم يسلم بأن يتحرر الساسة من القانون الأخلاقي المطلوب من المواطنين، وطالب بأن يطيع الحكام والمحكومون على السواء تعاليم الكتاب المقدس. غير أن الكتاب المقدس كان يعني بالنسبة إليه في الغالب العهد القديم، وكان أنبياء يهود المتوعدون أصلح لغايته من الرجل الذي استشهد على الصليب. فقد كان في وسعه أن يستميل الأمة إلى إرادته أو يحرقها بنبوءات ملتهبة. وادعى أنه يملك قوة تنبئية، وتنبأ حقاً بوفاة ماري تيودور المبكرة وسقوط ماري ستيوارد - أو لعل هذه الأماني تحققت لحسن الحظ - وكان صائب الرأي لا يخطئ الحكم على أخلاق الرجال الآخرين